وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني : الإمارات تعمل على إرساء التسامح والاعتدال
الخرطوم – صقر الجديان
أكد نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، لـ«الاتحاد»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة عملت على إرساء مبدأ السلام العام والتسامح والاعتدال والوسطية والتأصيل، وذلك عبر المؤتمرات وورش العمل، باعتباره منهجية للدولة، ومن ثم كان بالفعل عام 2020 بالنسبة للإمارات ولجميع الدول التي تعاونت معها، عاماً عظيماً، موضحاً أنه تم الاتفاق على تأسيس آلية مشتركة بين البلدين، تهدف إلى إقرار مبادئ الوسطية والاعتدال، وكذلك مراكز الدعوة، ودعم المساجد وعقد الورش والتدريب للأئمة والدعاة. وإلى نص الحوار:
وقال الوزير السوداني، إن أبرز ما جذبني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قضيتان: الأولى فيما يتعلق بانتهاج مبدأ السلام العام والتسامح والاعتدال والوسطية والتأصيل لذلك عبر المؤتمرات وورش العمل، باعتباره منهجية للدولة، والقضية الأخرى تتعلق باهتمام الدولة بالفتوى العصرية، بمعنى أن كل الفتاوى التجديدية الظاهرة في دولة الإمارات العربية المتحدة هي تصلح لزمانه ولمكانه.
وأعتقد أن الدولة استطاعت عمل مراجعات فقهية كبيرة، وجميع المؤتمرات الإسلامية التي عقدتها الدولة، بجانب المؤتمرات العالمية أيضاً في مجالات التسامح وحقوق المواطنة وغيرها، يعد منهجاً عظيماً للغاية، ومن ثم كان بالفعل عام 2020 بالنسبة للإمارات ولجميع الدول التي تعاونت معها عاماً عظيماً.
وحول وثيقة «الإخوة الإنسانية»، قال إن هناك ثلاثة مشتركات بين جميع الرسالات السماوية، المشترك الأول «أن جميع البشر متساوون في الآدمية والإنسانية»، المشترك الثاني وهو الأعظم «إن جميعنا أصحاب رسالات سماوية»، والمشترك الثالث والأهم هو «إن جميعنا نشترك في الأصول» بمعنى أن جميع البشر يعبدون آلهاً واحداً، والرسالة الإسلامية تحترم كل الأديان، نحن إيماننا لا يكتمل إلا بالإيمان برسالتي «موسى، وعيسى» عليهما السلام، ومن ثم كان لا بد من الالتقاء في منطقة وسطى، بمعنى أنه لا بد من السلام والتسامح والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمشاركة كذلك بأن المواطنة أساس الحقوق والواجبات وليس الدين.
ومن هذا المنطلق، أعتقد أن ما فعله بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الشريف يصب في المصلحة العامة للعالم أجمع في إطار أننا نلتقي في «السلام العام، واللا حرب، وعدم التراشق، واحترام الأديان بعضها لبعضها»، ومن ثم أعتقد أن ذلك من المناهج العظيمة التي من المفترض أن ينتبه لها العالم، كما أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» هي وثيقة عميقة للغاية، وإذا تمت مراجعتها ستكون منهجاً للعالم بأكمله، وليست ملكاً لدولة فقط أو طرفين.
«الإسلاموفوبيا»
بشأن بروز ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في أوروبا، قال إن أبرز الأسباب التي وضعت الدين الإسلامي في محل اتهام، هو تشدد التكفيريين، وإظهار الإسلام بأنه انتشر بحد السيف والقتل، وتكفير أصحاب الديانات الأخرى! هذا المنهج بعيد عن رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والدليل على ذلك أن النبي محمد عاش في مدينة مكة المكرمة 13 عاماً لم يقل لأي شخص أنت كافر أو مشرك، وكان يدعو بالتي هي أحسن، وعندما ذهب إلى المدينة المنورة أبرم وثيقة سُميت باسم «وثيقة المدينة» تتضمن 56 مادة، من ضمنها 27 مادة تتحدث عن العلاقة مع غير المسلم دون تصنيف، في العلاقة معه وإقرار حقوق المواطنة والإخاء والتسامح وغيرها، ومن ثم فإن تلك المبادئ إذا ما تمت مراجعتها سيجدون أن المنهج التكفيري ليس له أي علاقة بمنهج الإسلام المعتدل، ومن ثم رسالتنا إلى العالم أجمع أن الإسلام هو دين السلام والمسامحة والحكمة والموعظة الحسنة، والإسلام لم يرفع السيف إلا في وجه من صد الناس عن عدم إيصال الرسالة.
تدريب الأئمة والدعاة
حول علاقات التعاون بين الإمارات والسودان، أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني أنه عقب اجتماع مشترك مع رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر «الفيديو كونفرانس»، اتفقنا على إنشاء آلية مشتركة بين البلدين للتنسيق في تعزيز الدعوة ومواقف الدين في البلدين، وتم إنشاء آلية في السودان والإمارات، واجتمعت الآليتان وتم الاتفاق على برنامج محدد في هذا الإطار، وسيتم عرضه علينا كوزيرين عبر «الفيديو كونفرانس»، نظراً للأوضاع الراهنة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وما سيتم الاتفاق عليه سيتم التوقيع عليه قريباً، إما في دولة الإمارات أو في السودان، وأعتقد أنه سيكون هناك تعاون وثيق ومهم، وتهدف الآلية إلى إقرار مبادئ الوسطية والاعتدال، وكذلك مراكز الدعوة ودعم المساجد وعقد الورش والتدريب للأئمة والدعاة.