المغرب .. وفد دولي يضم ممثلين دائمين لدى الأمم المتحدة بجنيف يزور الأقاليم الجنوبية
الداخلة – صقر الجديان
وفد مكون من 14 سفيرًا ممثلين دائمين لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ينطلق في جولة إلى الجهات الجنوبية للملكة المغربية
حل، اليوم الأحد، بعاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية
وفد دبلوماسي رفيع المستوى، يضم ممثلين دائمين لـ 14 دولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف في زيارة ستدوم أربعة أيام بالعيون ويومين بالداخلة،
وتهدف الزيارة إلى الاطلاع عن كثب على الوضع السوسيوـ اقتصادي والسياسي والحقوقي بالمنطقة.
وحسب مصادر نا فإن الوفد الدبلوماسي يضم جمال جامع المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، والممثلين الدائمين لكل من البحرين واليمن، وجزر القمر والسنغال، إلى جانب الرأس الأخضر، ومملكة اسواتيني، والغابون، وغامبيا، وغينيا الاستوائية، ومالاوي، وتوغو، والسرياليون وزامبيا.
تعد زيارة الوفد الأممي تعبيرا وتأكيدا على دعم دول أعضائه للوحدة الترابية للمغرب، ولسيادته على أقاليمه الجنوبية”،
وتاتي الزيارة استجابة لتنزيل الرؤية الملكية والمبادرة الدولية للملك محمد السادس، المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وامتدادا للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لجعل قارة إفريقيا مزدهرة وملتحمة”.
التفآصيل:
وفق مصادرنا، سيحل الوفد بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، حيث سيجري لقاءً مع عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، الذي سيقدم شروحا مفصلة حول الوضع العام بالمنطقة، وكذا المشاريع الاقتصادية والأوراش التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، والمدرجة ضمن النموذج التنموي الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس سنة 2015؛
بالإضافة إلى حقيقة الأوضاع الحقوقية بهذه الربوع، بعيدا عن الدعايات المغرضة لخصوم الوحدة الترابية للمغرب.
ومن المرتقب أيضا أن يعقد الوفد مباحثات ثنائية مع سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، الذي سيقدم بدوره عرضا حول واقع التنمية بالأقاليم الجنوبية؛ قبل أن يزور الوفد القصر البلدي، الذي سيعرف عقد محادثات مع مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، يليها اجتماع حقوقي صرف مع رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون الساقية الحمراء.
كما ينتظر أن يستهل الوفد الدبلوماسي جولة ميدانية تشمل عددا من المشاريع والأوراش التنموية الهامة المنجزة بمدينة العيون، وستشكل فرصة سيطلع خلالها أعضاء الوفد عن كثب على التنمية التي شهدتها حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، ابتداء بزيارة القطب الجامعي شرقي المدينة، ومشروع مدينة المهن والكفاءات، ثم كلية الطب والصيدلة، و”دار الحياة”، المخصصة لمرضى السرطان، قبل التوجه إلى المركز الاستشفائي الجامعي لسماع شروح مفصلة حول مستوى الأشغال في المشروع الذي يوفر أزيد من 500 سرير وأجنحة مخصصة للمستعجلات وطب الأطفال والنساء، مع جناح خاص بالجراحة، وآخر خاص بالأمراض العقلية.
وسيقف الوفد كذلك على الجانب الرياضي، بزيارة منطقة البوليكون للاطلاع على أحوال النادي البلدي النسوي لكرة القدم، الذي ينافس في البطولة المغربية الاحترافية القسم الأول-سيدات، إلى جانب زيارة المسبح الأولمبي البلدي والقاعة متعددة الرياضات، ثم ملاعب القرب.
كما ستشمل الزيارة المكتبة الوسائطية الكبرى؛ المعلمة الثقافية والمعرفية التي تروم إرساء الذاكرة الوطنية، إلى جانب “ساحة أم السعد”، المشروع السياحي الذي تم إنجازه على مساحة ثمانية هكتارات، ويضم مسرحا بلديا ودارا للضيافة ومجمعا تجاريا ونافورات وفضاءات للأطفال ومناطق خضراء، بالإضافة إلى مجموعة من المنتزهات والمرافق الترفيهية.
وسيختتم الوفد زيارته للعيون بعقد لقاءات مع شيوخ القبائل الصحراوية، قبل أن يحل بمدينة المرسى لاكتشاف محطة معالجة المياه العادمة بالعيون، ومحطة تحلية مياه البحر؛ مع الاطلاع على ميناء المرسى الأطلسي، وميناء المرسى الفوسفاطي، والوقوف على المنصة الصناعية الضخمة لـ”فوسبوكراع” الممتدة على مساحة 36 هكتارا.
تحليل واستنتاج:
من خلال هذه المناسبة البالغة الأهمية، سيشهد السفراء على التطور البارز في هذه المناطق من الأراضي المغربية.
– وتاتي الزيارة في سياق تعتبر فيه التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي قضايا حيوية، يتبوأ المغرب من خلالها موقعًا بارزًا كفاعل رئيسي في القارة الافريقية.
– من خلال رؤيته الإستراتيجية ومبادراته الفعّالة، يسلك البلد طريقه نحو مستقبل مزدهر وشامل لكل المنطقة.
-زيارة هؤلاء السفراء إلى إلى الجهات الجنوبية، تبرز عزيمة المغرب على إبراز تقدمه في جميع الميادين في هذه المنطقة، التي تعتبر مهدا للتنوع الثقافي والقيم السياسية والاجتماعية التي تجمع بين مكونات المملكة.
– هذه الثروة الهوياتية هي محرك أساسي للتنمية والتماسك الوطني.
– لا يكتفي المغرب بتعزيز التنمية فقط على أراضيه، بل يوسع زخمه ودعمه أيضًا نحو جيرانه الأفارقة. فمن خلال مشاركته في مهام الحفاظ على السلام التابعة للأمم المتحدة، وتقديمه للدعم الطبي على نطاق واسع، يبرهن المغرب على تضامنه واهتمامه الكبيرين تجاه القارة الأفريقية.
– النموذج الجديد للتنمية في الجهات الجنوبية، يوضح التزام المغرب بتمكين الاقتصاد والمجتمع. يهدف هذا النموذج إلى تعزيز القدرات المحلية وتعزيز التكامل الإقليمي.
والنتائج بدأت تظهر بالفعل، و ذلك من خلال مؤشرات اقتصادية واجتماعية تتجاوز في كثير من الأحيان المتوسط الوطني.
– كونه بلدًا يقع على مفترق طرق بين أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، يعتبر المغرب فاعلا رئيسيًا في تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية والسياسية على المستوى العالمي.
– موقعه الجغرافي الاستراتيجي الفريد من نوعه، يجعله مركزًا إقليميًا حيويًا بالغ الأهمية، حيث أنه يعزز التبادلات من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الجنوب.
– علاوة على ذلك، تعتبر المبادرة الأخيرة لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مثالًا عمليًا و ملموسا على هذا الدور الاستراتيجي.
وبالتالي، يظهر المغرب كنموذج للتنمية والتعاون في أفريقيا، حيث يتفانى في التعزيز للهوية الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي، فاتحًا بذلك الأبواب نحو مستقبل يسوده التقدم والازدهار المشترك للجميع.