وهم التمديد.. فرماجو ينتهك الدستور ويتمسك بالسلطة
مقديشو – صقر الجديان
وهم التمديد يطبق على الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو الذي يعول على استمرار أزمة الانتخابات أملا بالبقاء بمنصبه.
فرماجو الذي انتهت ولايته الدستورية، أمس الإثنين، يبدو متمسكا بحكم يرى أنه ينبغي أن يستمر طالما لم تعوض مؤسسات الدولة بأخرى منتخبة، في مزاعم يحاول من خلالها تعبيد الطريق نحو احتكار السلطة لولاية جديدة.
الناطق باسم الحكومة الصومالية، محمد إبراهيم معلمو، أدلى الثلاثاء بتصريحات إعلامية ردا على بيان قادة المعارضة بعدم اعترافهم بفرماجو رئيسا منذ الإثنين، قال فيه إن الأخير “يستمر في الحكم حتى يحل محله رئيس منتخب” .
وزعم معلمو أن “بيانات وتصريحات السياسيين المعارضين لم تكن أبدا على أسس قانونية” .
وأشار إلى أن البرلمان الصومالي أصدر، في سبتمبر/أيلول الماضي، قرارًا ينص على أن المؤسسات الدستورية القائمة ستستمر في العمل حتى يتم استبدالها بمؤسسات أخرى جديدة.
تصريحات يرى محللون أنها تخالف الدستور الذي ينص على أن ولاية منصب الرئيس في الصومال تستمر لأربع سنوات فقط، مشددين على أن الدستور يعتبر أجدر وثيقة قانونية لحسم مثل هذه الملفات..
وفي محاولة لامتصاص الغضب، قال المعلم في تصريحاته، إن الحكومة مستعدة دائمًا لأي حوار لحل الجمود الانتخابي.
ويأتي خطاب الحكومة تعليقا على تحذير “اتحاد مرشحي الرئاسة” من استمرار فرماجو بالحكم بشكل غير دستوري، مطالبا إياه بترك منصبه بعد انتهاء ولايته .
واتحاد مرشحي الرئاسة يعد أكبر وأقوى كتلة معارضة في الصومال، ويضم نحو ١٤ شخصا بينهم رؤساء سابقون ورؤساء حكومات وولايات ووزراء سابقون.
ولاية منتهية
والإثنين، انتهت مدة ولاية فرماجو، دون التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن الآلية التي سيتم من خلالها المضي قدما نحو انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد.
وفي هذا الصدد، قال قادة المعارضة، في بيان لهم، إنه “اعتبارا من 8 فبراير/شباط 2021، لن يعترف مجلس مرشحي المعارضة بفرماجو رئيسا”.
وأضاف البيان الذي تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه: “لن يقبل المجلس بأي شكل من أشكال تمديد الولاية عبر الضغط، والقمع وتأجيل الانتخابات”.
وعليه، أوصى اتحاد مرشحي الرئاسة بـ”إنشاء مجلس وطني انتقالي يتألف من رؤساء مجلسي البرلمان (الشعب والشيوخ)، ورؤساء الولايات، وممثلين عن اتحاد المرشحين والمجتمع المدني”.
تطورات وتعقيدات تأتي بعد أيام قليلة من انهيار المفاوضات بين فرماجو ورؤساء الولايات، في تعثر أعاد أزمة الانتخابات إلى مربعها الأول.
فشل حاول الرئيس المنتهية ولايته التهرب من مسؤوليته، راميا الكرة بملعب الولايات الإقليمية المناهضة لأجندته، في وقت ذهبت فيه المؤشرات إلى أن الرجل كان يناور من أجل التمديد لولايته الرئاسية.
ويرى مراقبون أن السبب الحقيقي وراء انهيار المفاوضات هو مماطلة وتعنت فرماجو بشأن حلول تتطلب تنازلات في إطار الدستور.
وكان فرماجو يصر على إجراء انتخابات تعتمد على الصوت الواحد للناخب الواحد، الذي يمكن من خلاله تمديد فترة حكمه لمدة تتراوح بين عام وعامين، لكن المعارضة الصومالية من الولايات والأحزاب ترفض الخطة كليا.