ياسر عرمان: نحن ضد إقصاء العسكر من فترة الانتقال
الخرطوم – صقر الجديان
نادى رئيس وفد المقدمة للجبهة الثورية السودانية بتضافر الجهود لإنجاح مهام الفترة الانتقالية وأعلن عن رفضهم للدعوات المنادية بإقصاء العسكر كما شدد على ان السلام سيعزز من وحدة قوى الحرية والتغيير.
وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وفد مقدمة الجبهة الثورية بقيادة ياسر سعيد عرمان، حيث حظى بترحيب واسع من قطاعات الحكومة والائتلاف الحاكم.
ووقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية على اتفاق سلام بالأحرف الأولي في 31 أغسطس الفائت، وينتظر أن يجرى التوقيع النهائي في 3 أكتوبر المقبل، بحسب حكومة جنوب السودان التي توسطت بين الطرفين.
وقال رئيس الوفد، ياسر عرمان، في مؤتمر صحفي، الخميس: “نريد شراكة واضحة بين المدنيين والعسكريين، ونحن لسنا مع إقصاء العسكر من الفترة الانتقالية، كما إننا لسنا مع سيطرتهم عليها”.
وأشار إلى أن الجبهة الثورية ترغب في فترة انتقال متوزانة، موضحًا أن ذلك يتطلب مسؤولية كبيرة ومن ضمن ذلك “إن يكون هناك تفاهم كامل بين من قام بالثورة وبين من ساهم في الانتقال”، وهو يعني المدنيين والعسكريين.
وأبدى عرمان استغربه من عدم قيام مخاطبات وندوات يشارك فيها العسكر والمدنيين معًا، مبينًا إن الجبهة الثورية تُريد أن تُنهي دائرة الاستقطاب هذه.
وكشف عرمان، وهو نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال بقيادة مالك عقار، عن عزمهم مناقشة الحكومة في قضايا الاقتصاد والعلاقات الخارجية.
وأضاف: “سوف نساهم بأفكار حول قضايا سد النهضة والتطبيع مع إسرائيل، وهذه قضايا يجب أن تجد إجابة من كافة السودانيين مجتمعين واضعين عقلهم مع بعضهم البعض”.
وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أثناء زيارة الأخير للخرطوم في 25 أغسطس الفائت، إن حكومته الانتقالية لا تملك صلاحية اتخاذ قرار بالتطبيع مع إسرائيل، حيث إن هذا الأمر من اختصاص الحكومات المنتخبة.
وقال عرمان إن اتفاق السلام يجب أن يُستخدم لمعالجة القصور الذي شابه فترة الانتقال، وأشار إلى أنهم سيقومون بمشاركة الحكومة بـ(أفراحها وأتراحها)، ووصفها بأنها تعاني من أمراض (تسنين) وليس (شيخوخة)، مبينا إن أمراض الأولى مقدور عليها.
وأشار عرمان إلى أن الجبهة الثورية مهتمة بعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، مقدرًا عددهم بـ 4 ملايين ونصف المليون شخص.
مهام أخرى وتحديات
وقال نائب رئيس وفد مقدمة الجبهة الثوري نمر محمد عبدالرحمن، إن الوفد جاء للتبشير باتفاقية السلام التي وقعت بجوبا واهميتها في تحقيق الاستقرار بالبلاد.
وأشار إلى أن اتفاق السلام سيساهم في تحقيق وضع اجتماعي جديد وسيغير الخارطة الجغرافية للعلاقات السودانية، كما عالج الاتفاق الخلل الذي وقع على مناطق الحرب وخاطب قضايا النازحين والاجئين والعودة الطوعية وتأمينها.
وأكد نمر على أن الجبهة الثورية ستقوم بعكس وتعريف بنود الاتفاقية لكل البعاث الدبلوماسية بالسودان.
من جانبه، قال المتحدث باسم الوفد، إبراهيم موسى زريبة، إنهم يدركون أن اتفاقية السلام تواجهها تحديات كثيرة، حيث أن التحدي الأول يتمثل في الأزمة الاقتصادية، لكنه أشار إلى أن السلام نفسه هو المخرج من تلك الأزمة، لأنه سيعيد ملايين الافدنة للعملية الإنتاجية وكذلك ملايين السواعد للقابعين في معسكرات النزوح واللاجئين للعمل والإنتاج.
وأضاف: “إن السلام سيجعل أمر التبادل التجاري مع دول الجوار مثل ليبيا وتشاد وجنوب السودان وافريقيا الوسطى ممكنا”.
ترحيب واسع
واستقبل وفد المقدمة بمطار الخرطوم، وزير ديوان الحكم الاتحادي يوسف الضي، ووزير الإرشاد والأوقاف نصر الدين مفرح، ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو، وقيادات من قوى الحرية والتغيير. كما احتشد مئات السودانيين للترحيب بوفد الجبهة الثورية.
وقال الدبيلو أثناء مخاطبته للحشود التي استقبلت الوفد بالمطار، إن وصول وفد مقدمة الجبهة الثورية للبلاد يمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة السلام والاستقرار في السودان.
وأشار إلى أن السودان وعلى مدى ثلاثين عاما ظل يعاني من الظلم والتهميش، وأن المناخ بات مواتيا لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.
ونوَّه إلى أن الجهود ستتواصل تجاه تعزيز مسيرة السلام والأمن والاستقرار في البلاد.
من جهته، ورحب المتحدث باسم الائتلاف الحاكم إبراهيم الشيخ، بوفد مقدمة الجبهة الثورية.
وقال: “إن التحدي الأكبر الذي سيواجه عملية السلام، هو تطبيق نصوص وبنود أتفاقيات السلام في بروتوكولاتها المختلفة”.
وأشار إلى أن الحكومات السابقة وقعت اتفاقات سلام جرى نقضها “لكن سلام الثورة ليس فيه ردة ولا نكوص”، داعيًا الحكومة لتوفير كل متطلبات السلام من موارد مالية والتزام صارم وحاسم لكل الاتفاقات التي ابرمت بجوبا .