1.5 مليون دولار تكلفة الحرب اليومية ضد قوات الدعم السريع
الخرطوم – صقر الجديان
قال ضابط سابق في الجيش السوداني، إن تكلفة الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع تقدر بنحو 900 مليون جنيه نحو “1.500 مليون دولار” يومياً.
وانخرط الجيش السوداني والدعم السريع في معارك ضارية بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى منذ منتصف أبريل الماضي، وسط اتهامات متبادلة بالتخطيط لانقلاب والاعتداء على الأخر.
وتحدث ضابط سابق بالجيش وصل لرتبة رفيعة وعمل في قيادة القوات البرية والإمدادات وفقا لـ”سودان تربيون” إن تكلفة الحرب المستمرة منذ 38 يوماً تجاوزت 57 مليون دولار.
وأوضح أن الإمدادات والصرف على الجنود والإعاشة، “دون حساب تكلفة التسليح”، والصرف على حالة الاستعداد القصوى في عموم البلاد يضع الموقف المالي للدولة في حالة الخطر بعد امتداد فترة القتال.
وأكد انه لا يملك تقديرات حول التكلفة المتعلقة بالجانب المدني والخسائر التي خلفتها الحرب.
وأضاف: “هذا شأن لا يمكن تقديره إلا بعد انتهاء المعارك، لكن بالنسبة للعسكريين يكلف كثيراً وأكبر من ذلك الأرواح التي لا تعوض” وفق قوله.
وفي السياق قال مسؤول في قوات الدعم السريع، إن قواتهم لم تحص حتى الآن التكاليف التي تكبدتها في مواجهة ما وصفها بالمحاولة الانقلابية لعناصر الحركة الإسلامية داخل الجيش.
وذكر أن الدعم السريع يمتلك أسلحة وذخيرة كافية لمواجهة “الانقلاب” وتقوم قيادة القوات حالياً بالصرف على الجنود بعد إيقاف وتجميد قائد الجيش لمرتباتهم الأسبوع الماضي.
من جهته، كشف الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي، في حديث لسودان تربيون، أن البيانات الأولية وفق دراسة ابتدائية أولية أعدتها مجموعة من الخبراء الاقتصاديين قدرت خسائر الحرب حتى الآن بقرابة 4 مليارات دولار.
وأوضح أن التقديرات تشمل خسائر المواطنين بسبب اعتداءات الدعم السريع والممتلكات العامة والخاصة والسرقات التي طالت البنوك والاعتداءات على المباني.
ونوه إلى أن الدراسة حصرت أيضاً ضمن تقديرات الخسائر قيمة توقف عجلة الإنتاج في ولاية الخرطوم (الزراعي- الصناعي- الخدمات- التبادل التجاري بين السودان والدول الأخرى).
ورأى هيثم، أن المبلغ يعد كبيراً عند المقارنة مع الفترة الزمنية للحرب، لكن الخسائر في البنيات التحتية والمصانع وتوقف البنوك والتصدير والاستقرار والمتاجر والمدارس والجامعات وحركة النقل الدولي ورسوم عبور الأجواء السودانية أدت لتلك الخسارة العالية.
وتوقع إجراء دراسة بعد توقف الحرب لتعويض تلك الخسائر وكيفية الإعمار والبناء، وتوقف الخسائر عن هذا الحد لعدم وجود شئ لتدميره بعد كمية الدمار التي تمت .
وتحدث الخبير عن زيادة تكلفة خسائر الحرب إلى 20-30% حال استمرار عمليات التدمير وتوقف الحياة في قلب الخرطوم التي تعد العاصمة الاقتصادية والسياسية وتوقف الصناعة في بحري والتجارة في أم درمان.
ونبه إلى خسائر أخرى تشمل توقف الحركة البينية التجارية الحدودية مع مصر وإثيوبيا وأريتريا وجنوب السودان.
وقال هيثم، إن عملية إعادة الإعمار ستأخذ سنوات لأن مبلغ الخسائر مْكلف بما يستوجب إنشاء صندوق لإعادة الإعمار والبناء برعاية إقليمية من أصدقاء السودان.
وكانت كلفة الحرب التي شهدتها دارفور لأكثر من 12 عام عالية على المستويين الاقتصادي والإنساني. حيث أظهرت تقديرات لمركز الجزيرة للدراسات، أن حكومة السودان أنفقت على حرب دارفور 24.07 بليون دولار وهو ما يعادل 162 % من الناتج المحلي الإجمالي خلال سنوات الحرب.
وقال أستاذ العلوم السياسية د. محمد إدريس، لسودان تربيون، إن قياس تكلفة الحرب من النواحي الثلاث البشرية والاقتصادية والعسكرية لا يمكن حسابه في الوقت الراهن على وجه دقة.
وبين إدريس، أن الحرب الممتدة كل يوم في العاصمة تزيد من تكلفتها البشرية والاقتصادية والعسكرية مع انهيار الوضع الاقتصادي وتوقف العمل في دولاب الدولة والإنتاج.
وأكد أن الوضع الحالي يؤثر على عموم البلاد وليس الخرطوم فقط باعتبارها المركز الأم لكل الشؤون الاقتصادية، ونوه إلى وجود ركود عالي في الأسواق بالولايات وتوقف تدفق السلع.
ورأى أن السودان في طريقه لخسائر قياسية ربما تصل إلى مليارات الدولارات جراء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.