أخبار السياسة المحلية

111 قتيل في اشتباكات قبلية دامية بولاية غرب دارفور

الجنينة – صقر الجديان

قُتل نحو 111 شخصا اثر قتال قبلي عنيف وقع في منطقة كلبس -100 كلم- شمال الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بسبب نزاع حول أرض زراعية.
واندلع النزاع الدامي بين القمر والقبائل العربية منذ الاسبوع الماضي واستمر حتى اليوم الاثنين.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان “يونتيامس” فولكر بيرتس إن دائرة العنف المستمر في دارفور “غير مقبولة” وتسلط الضوء على الأسباب الجذرية  الواجب معالجتها ودعا في تغريدة بتويتر السلطات وقادة القبائل والتنظيمات المسلحة إلى خفض التوتر وضمان حماية المدنيين.
وأكد المدير التنفيذي لمحلية كلبس عبدالرسول النور لـ “سودان تربيون” الاثنين أن “111 شخصا لقوا مصرعهم من قبيلة القمر بينما هناك العشرات من المفقودين لم يتم العثور عليهم” نافيا علمه بأعداد ضحايا القبائل العربية.

وأعلن عن نزوح نحو 12 ألف من سكان البلدة كاشفا عن تدابير أمنية اتخذتها سلطات المحلية تمثلت في الدفع بقوة تتبع لقوات الدعم السريع قطاع كردفان بواقع 80 سيارة  لتأمين نحو 5 مواقع خاصة بمصادر المياه والفصل بين المجموعات المتنازعة والقضاء على التفلتات الأمنية.
وأكد أن الوضع في المنطقة مستقر بنسبة 70% وأن الحكومة المحلية تعمل على التهدئة بين القبيلتين.

بدوره قال الأمين العام لشورى قبيلة القمر أبكر التوم ادم لـ”سودان تربيون” إن مليشيات القبائل العربية مدعومة من قوات الدعم السريع نفذت هجوماً هو الأعنف على مناطق واسعة لقبيلته نتج عنه مقتل أكثر من مائة شخص ونحو 500 جريح ووصف ما جرى بالإبادة الجماعية.
وتتهم قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي” مراراً بمحاباة ودعم القبائل العربية وغض النظر عن الجرائم التي تقترف في المنطقة من أبناء ملتهم.

وأكد المسؤول القبلي أن هذه المجموعات المتفلته تسببت في حرق نحو 21 قرية من بينها “كديبي وروري وأم ريكا وجغجغ” إضافة إلى قرى هشابة والصفرة ومنطقة 4 بيوت.
وكشف عن نزوح ألاف من سكان هذه القرى ووصولهم لمحلية سرف عمرة بولاية شمال دارفور وسط أوضاع إنسانية بالغة السوء.

وأضاف ” نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تقوم بمسؤولياتها بأكمل وجه والعمل على حماية المدنيين الذين يواجهون انتهاكات ممنهجة من جماعات متفلته”.
واتهم التوم الأجهزة الأمنية والعسكرية بالتقاعس عن تأدية واجبها في حماية للضحايا وتابع قائلاً ” هذه الأحداث الدامية وقعت والقوات النظامية موجودة ولم تتحرك لوقف هذه الإبادة”.

وتابع “تساهل الحكومة وتشكيلها حماية للمجرمين والخارجين عن القانون ساعد في استمرار ارتكاب المزيد من جرائم الحرب وهذا الأمر إذا استمر أكثر من ذلك فإن خياراتنا مفتوحة للتعامل مع المركز”.
وأشار أن أسباب الصراع هو نزاع حول قطعة أرض زراعية ادعى أحد أفراد القبائل العربية ملكيتها.
ولم يتيسر الحصول على تعليق من القبائل العربية لرفض عدد من الأمراء التصريح حول الحادثة.
وسبق أن شكا مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور من تجاهل السلطات المركزية في الخرطوم مطالب دفعت بها حكومة الولاية تتعلق بتوفير إسناد عسكري لوقف تمدد النزاعات القبلية التي تتجدد بين الحين والأخر في الولاية الحدودية.
وتشهد غرب دارفور التي تحادد دولة تشاد منذ ثلاث أعوام نزاعات قبلية تستخدم فيه الأطراف المتنازعة أسلحة متطورة تفوق العتاد الحربي المتوفر للقوات الحكومية هناك ما أودى بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح الآلاف يقيمون في مراكز للإيواء داخل مدينة الجنينة وبعضهم فر لتشاد.
وفي خواتيم أبريل الفائت شنت مليشيات مسلحة هجوماً على بلدة “كرينك” ما أدى لمقتل نحو 201 شخص وفقاً لإحصائيات رسمية أعلن عنها والي الولاية خميس أبكر.
وفي أبريل الفائت وجه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي انتقادات غير مسبوقة للأجهزة الأمنية والعسكرية في الإقليم متهما إياه بالمشاركة والتواطؤ مع أحداث العنف الدامية التي تشهدها المنطقة وابتزاز ولاة الولايات فيما يتعلق بحفظ الأمن مطالباً بإجازة قانون الحكم الإقليمي وتسليمه مسؤولية الإشراف على القطاع الأمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى