مقالات الرأي

لا تصدقوهم

تماهى بعضهم مع ثورة ديسمبر المجيدة ليس إيماناً بالتغيير لكن طمعاً في التقرب من صناع الثورة علهم يصيبون مطمعاً ثم انقلبوا على الثورة لاحقاً، أكثرهم كان ضد الثورة قولاً صريحاً أو على استحياء والحملات التي كانت ضد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك خير دليل على ذلك، كل هؤلاء لا تصدقوهم، عندما يظهرون على القنوات، ويقولون إنَّ لا نهاية لهذه الحرب إلا بالقضاء على آخر متمرد، لا تصدقوهم فهم كاذبون، ويتحرون الكذب.

يطلون على الشاشات يرددون محفوظات وقوالب لتأجيج الحرب في البلاد، لا يهمهم من مات ومن قتل ومن تهجر من دياره يهمهم أن تستمر الحرب حتى إلى مالا نهاية، فهم يعلمون جيداً أن لا نهاية للحرب إلا بالسلام الذي يتحقق بالجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن رغم علمهم بذلك يستمرون في غيهم يعمهون.

يؤكدون انحيازهم للجيش، وليس الوطن بقولهم ” بل بس”، وكل من يقول ” لا للحرب” فهو خائن مع أن فطرة الإنسان السليمة تجنح للسلم، يتشنجون لهذه الفكرة برفض أي مزايدة على الجيش، كاذبون، أعرف كذبهم، يمثلون نمطاً شائعاً بكثرة في دوائر القريبين للدولة وذوي الارتباط بها والمحاسيب وأصحاب المصالح يهمهم فقط أنفسهم وأهليهم الذين يعيشون في العواصم العربية، وليس في أم درمان أو نيالا أو مدني أو رفاعة أو سنجة، ولو أن المواقع تغيرت على الرقعة سيتغيرون، هم مع من غلب، وليس مع الجيش، ولا البرهان ولا العطا.

من المعروف أن المرحلة الأولى في درب الترويج والهيمنة هي استمالة النخب والنجوم والمؤثرين بمختلف أصنافهم ثم الإغداق عليهم من خزينة الدولة المنهكة، في المرحلة الثانية سيبث هؤلاء أفكارهم أو بالأحرى أفكار من يشغلهم، والناس عادة يميلون لتقليد من يعتبرونهم مثالاً لهم أو يعتقدون أنهم أفضل منهم، وينصبونهم مرجعاً لتحديد اتجاهاتهم، هذا ما تفعله قيادة الجيش حالياً فهو يهتم بذلك أكثر من اهتمامه بالمعارك، يغدق على أصحاب الأبواق الكبيرة الذين يغرقون وسائل التواصل الاجتماعي بانتصارات زائفة لا وجود لها على أرض الواقع، وعندما لا يجدون شيئاً يعودون لجدلية من أطلق الرصاصة الأولى.

يصورون للناس أن العدو أولاً ” قحت” أو كانت “قحت” الآن العدو هم ” تقدم”، لا يريدون ديمقراطية في السودان، خرجوا قبل فترة بتفويض الجيش، وكأن الثورة لم تكن، وكأن الشهداء لم يقتلوا بواسطة هذا الجيش نفسه، يريدون تفويض من هربوا، وتركوا ثلث البلاد تقع في يد الدعم السريع، ومن لا يفوض خائن وعميل كيف هذا لا أدري.

لا للحرب تعني إيقاف صوت الرصاص، تعني ألا يقتل مواطن بسيط لا ناقة له ولا جمل في هذه الحرب، فهو لم يشعلها، ولا يريدها لأنها أوقفت حياته، وأخرجته من بيته، وأبعدته عن قريته، تخوين كل من يدعو إلى السلام أمراً غير مقبول، وينافي الفطرة السليمة والأخلاق، حتى “حماس” الذين يرتبطون بعلاقات جيدة مع الإسلاميين يتفاوضون مع إسرائيل بشكل دائم منذ اندلاع الأزمة في غزة لأنهم يعرفون أن التفاوض وسيلة من وسائل الحرب أيضاً لكن من يخبر البرهان والعطا والكباشي الذين هم أنفسهم يظلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى