جيش تافه
كيف يمكن أن تفكر بوعي وأنت في كابوس؟ هذا ما قاله الأديب البولندي جوزيف كونراد، نعم أنا أعيش في كابوس أتمنى أن أصحو منه، منذ دخول مليشيات الدعم السريع إلى مدينتي رفاعة وقراها وكل قرى شرق الجزيرة ، أنا في ذلك الكابوس.
فقدنا خيرة الشباب في هذه المنطقة ، فقدناهم بسبب خائن، خائن هلل له خائنون، كان صلاح كرار رحمه الله يؤمن بجيش بلاده، يسانده وينتظر أن يذود عنه، كان استاذي عبد المجيد عمو يحدثنا صغاراً عن عظمة هذا الوطن وعن قوة وعزيمة جيشنا، لكن قواتنا المسلحة السودانية خانتهم مرتين عندما هربت في ديسمبر الماضي وجعلتهم يواجهون مصيرهم أمام مليشيات مارقة صنعها ذات الجيش، ثم عاد ليخونهم مرة أخرى متفرجاً عليهم من ثكناته بعيداً كأن الأمر لا يعنيه بعد ضمه الخائن كيكل.
هذا جيش تافه يقوده مغامرون يحلمون بالسلطة، يقامرون بحياة المواطن في سبيل كرسي السلطة المتهالك تحتهم.
هل الطريقة التي يتعامل بها الجيش مع هذه الحرب تشبه الجيوش المحترمة التي تضطلع بدورها لحماية البلاد والعباد؟؟ هل يحترم الجيش مواطنيه ؟ اسماها حرب الكرامة وقادته بلا كرامة ولا حياء، يكبرون باسم الله وهم لا يخافون الله.
جيش واحد شعب واحد ، هذا كان لسان حال أهل رفاعة وتمبول والهلالية وكل الجزيرة ، نصروا جيشهم كعادتهم، لكن الجيش لم ينصرهم، لم يهب لنجدتهم تركهم لمصيرهم فليموتوا وتبقى الكرامة، وأي كرامة في الموت، أي كرامة في ظل هذه المعاناة.
منذ بداية هذه الحرب اللعينة، حرب جنرالات السلطة الباحثين عن ملك يبقى على جثث الناس، حرب الاسلاميين الساعين للعودة بأياديهم الملطخة بدماء الأبرياء، آثرت الانحياز للوطن والمواطن، لا شأن لنا بهم وبصراعهم الذي أتمنى أن يفنيهم، لقد كفرت بهم جميعاً واسأل الله أن يقتص لدماء الشهداء منهم، قتلى المتصارعين من أجل السلطة في النار بعون الله، وشهداء الوطن من أبناءه العزل في الجنة ان شاء الله، فلينعموا بقولهم : بل بس ، هذا الذي يقولون سيقودهم إلى حتفهم ويبقى الوطن وشعبه.
رحم الله شهداء الجزيرة وعظم الله أجر أسرهم، وأسأل الله أن يعجل شفاء الجرحى