300 فعالية توقد شمعة ليالي الخرطوم الثقافية مجددا
الخرطوم – صقر الجديان
استمتع الجمهور السوداني خلال الاشهر الماضية بمشاهدة أكثر من 300 فعالية وتظاهرة ثقافية وفنية ومسرحية وسينمائية وسط جهود كبيرة لإعادة الألق والتوهج لليالي السودان الثقافية والتي انطفأت شمعتها لأكثر من 30 عاما.
ومنذ تسلم نظام الإخوان السلطة في السودان في العام 1989؛ انحسرت منافذ الترفيه بشكل كبير وحدث إقفال غير مسبوق لجميع الأنشطة الثقافية؛ لكن اليوم وبعد نجاح ثورة ديسمبر التي أسقطت نظام الإخوان في أبريل 2019؛ تبذل جهود حكومية وشعبية كبيرة لإحياء دور السينما والمسرح والفعاليات الثقافية والفنية بالعاصمة الخرطوم والمدن السودانية الأخرى.
فنون متنوعة
بات من الطبيعي أن يستوقفك في أحد شوارع الخرطوم معرض للرسومات الجدارية أو الفنون التشكيلية التي تعرض على الهواء الطلق والتي تعبر عن أجواء الحرية التي تعيشها البلاد.
ويقول مدير مركز راشد دياب للفن التشكيلي، راشد دياب، لموقع سكاي نيوز عربية، إن قطاع الفنون في البلاد بدأ يشهد تطورا ملحوظا تتجسد ملامحه الفنية في الأعمال واللوحات الجدارية التي يعرضها مجموعة من الشباب في مختلف مدن البلاد.
وينبه دياب إلى ضرورة الاستفادة من الأجواء الحالية والاستخدام الأمثل للتنوع الثقافي الكبير الذي يعيشه السودان؛ لكنه يشير إلى أهمية قيام الدولة بدورها كاملا واستكمال البنيات التحتية اللازمة لتشجيع النهضة الفنية.
ويوضح “من الضروري توفير مساحات لعرض الفنون التشكيلية خاصة في الأماكن العامة والمدارس أيضا.. حاليا لا يوجد متحف للفنون التشكيلية وهذا يعتبر نقصا كبيرا، وطالبنا الدولة بدعم فكرة جمع التراث المعاصر وتوثيق الأعمال الفنية التي أنتجها الكثير من الفنانين الكبار خلال السنوات الماضية”.
الغناء والموسيقى
في مجال الغناء والموسيقى، قام عدد من الفنانين السودانيين بإحياء مجموعة كبيرة من الحفلات الموسيقية والغنائية العامة ذات الطابع الشبابي والوطني والتي شكلت متنفسا للجمهور السوداني.
وفي خطوة يتوقع لها أن تدفع في اتجاه إنعاش قطاع الموسيقى والفن خصصت الحكومة السودانية العام 2022 كعام للموسيقار الراحل الشهير محمد وردي الذي لقب فنان أفريقيا الأول.
ويعكف عدد من الهيئات الثقافية على تنظيم حفلات غنائية إحياء لذكرى عدد من كبار الفنانين الراحلين خلال السنوات الماضية؛ كما ينظم بيت العود السوداني فعاليات وندوات في اتجاه إدماج الموهوبين والمبدعين في مجالات تطوير صناعة الموسيقى.
دور السينما
بعد أن انطفأت شاشاتها منذ أكثر من 30 عامًا؛ تمضي جهود إحياء شاشات السينما في اتجاهين.
يتمثل الاتجاه الأول في استرداد وإعادة تأهيل دور السينما الشهيرة، مثل “كلوزيوم”، التي تقع على بعد بضعة أمتار من القصر الجمهوري في الخرطوم، إضافة إلى السينما الوطنية بمختلف فروعها وعدد من دور السينما الأخرى التي تعرضت لتدمير ممنهج في عهد النظام السابق الذي رفع شعارات متطرفة أثرت كثيرا على محتوى الثقافة في البلاد.
ووفقا لمدير عام وزارة الثقافة والإعلام في السودان وليد سوركتي توجد حاليا إرادة حقيقية لدى الجهات المسؤولة عن القطاع الثقافي لإحياء ما دمره النظام البائد.
وتعكف لجنة حكومية حاليا على حصر وتصنيف أكثر من 60 دارا، بعضها تهدمت وأخرى بيعت وتحولت إلى أنشطة اقتصادية يومية للربح السريع.
وتلقت الحكومة السودانية عرضا من نظيرتها الفرنسية للمساعدة في إحياء القطاع السينمائي في البلاد.
أما المسار الثاني فيتمثل في الجهود التي يبذلها عدد من المنتجين والمخرجين الشباب الذين عكفوا بعد نجاح ثورة ديسمبر على إنتاج عدد من الأفلام القصيرة كبداية لانطلاقة جديدة للسينما السودانية.
وبالفعل بدأت ملامح الإنتاج السينمائي تظهر بقوة حيث شهدت الفترة الأخيرة عرض عدد من الأفلام التي تحمل بصمة إنتاج وإخراج سوداني مثل “حفنة تمر” و”الست” الذي ساهمت في إنتاجه شركة “سودان فيلم فاكتوري” بالتعاون مع مؤسسات عالمية.
ويشير الناشط الثقافي أمير التلب إلى الفرص الكبيرة التي يتمتع بها السودان والتي يمكن أن تقود تحولا كبيرا في مجال الإنتاج السينمائي.
ويقول التلب لموقع سكاي نيوز عربية إن الأشهر الماضية شهدت حراكا نسبيا من أجل تطوير دور السينما وترسيخ ثقافة الإنتاج السنيمائي وهو ما ظهر من خلال العديد من الأعمال الشبابية التي تعكس الثراء الثقافي والتعدد الإثني في البلاد.