دول “الترويكا”: أنشطة “فاغنر” في السودان تقوض سيادة القانون
سفراء بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة بالخرطوم وصفوا الأنشطة المذكورة بغير المشروعة
الخرطوم – صقر الجديان
قال سفراء دول “الترويكا” في الخرطوم، الإثنين، إن “مجموعة فاغنر” (مرتزقة) تنخرط في أنشطة “غير مشروعة” بالسودان تقوض “الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون”.
جاء ذلك في بيان مشترك لكل من السفير البريطاني جايلز ليفر، والسفيرة النرويجية تيريز لوكن غيزيل، والقائمة بالأعمال الأمريكية لوسي تاملين، بحسب السفارة الأمريكية عبر صفحتها بـ”فيسبوك”.
وأضاف السفراء أن “مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية خاصة مرتبطة ارتباطا وثيقا ببوتين (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)، تنشر في السودان معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من موسكو على هذا الاتهام.
وتابع السفراء: كما “تنخرط (فاغنر) في أنشطة غير مشروعة مرتبطة بتعدين الذهب”.
واعتبروا أن “أنشطة مجموعة فاغنر تقوض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ الثورة”، في إشارة إلى الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير (1989-2019).
وشدد السفراء على أن “للسودان الحق السيادي في تقرير علاقاته الخارجية، وسنحترم ذلك دائما، وسنواصل دعم الشعب السوداني وهو يسعى لتحقيق تطلعات الثورة”.
ووفق وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، فإن مرتزقة “فاغنر” يتمركزون حاليا في دول إفريقية هي: السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وزيمبابوي وأنغولا ومدغشقر وغينيا وغينيا بيساو وموزمبيق وربما في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويعمل هؤلا المرتزقة على تدريب جيوش وقوات محلية وحماية شخصيات أو مكافحة جماعات متمردة أو إرهابية وحراسة مناجم ذهب وماس ويورانيوم في المناطق المضطربة.
وقال سفراء الدول الثلاث، في بيانهم، إن تدخل روسيا عسكريا في جارتها أوكرانيا “ينبغي أن يزعج كل بلد، وخاصة في إفريقيا”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، ما دفع عواصم عديدة، بينها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.
وأضافوا أن “غزو روسيا لأوكرانيا تسبب في عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، مما يدفع التكاليف إلى الارتفاع في كل بلد، وخاصة النفط والقمح”.
وتابعوا: “منذ الهجوم ارتفعت أسعار البنزين السودانية بنسبة 65 بالمئة، وتكلفة الخبز مرتفعة أيضا”.
ولفتوا إلى أن “برنامج الأغذية العالمي يتوقع أن نحو نصف سكان السودان سيواجهون الجوع هذا العام، ضعف عددهم في 2021”.
وشددوا على أن “الأزمة الاقتصادية السودانية ناتجة جزئيا عن عوامل داخلية، لكن تصرفات روسيا على الجانب الآخر من العالم تجعلها أكثر إيلاما”.
وعقب زيارة لموسكو استغرقت 8 أيام، قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 2 مارس/ آذار الجاري، إنه بحث مع المسؤولين في روسيا التعاون في مجال الأمن القومي وقضايا سياسية.
ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، احتجاجات تطالب بـ”حكم مدني كامل” وترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.
وبعد يومين من بدء فرض تلك الإجراءات، اعتبرت روسيا أن ما جرى في السودان “قد يكون انتقالا للسلطة وليس انقلابا عسكريا”، متهمةً المحتجين المناهضين لقادة الجيش بـ”ارتكاب أعمال عنف”.