توقيع صلح بين الرزيقات و”المسيرية جبل” وحميدتي يدفع التعويضات
الخرطوم – صقر الجديان
أنهت قبيلتا الرزيقات و”المسيرية جبل” نزاعاً دامياً في منطقة “جبل مون” بولاية غرب دارفور ووقعتا السبت، اتفاق صلح بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأدى القتال العنيف بين الطرفين طوال الثلاث أعوام الماضية لمصرع أكثر من 300 شخص وفرار الآلاف بعضهم تمكن من الوصول لدولة تشاد بعد أن أحرقت عشرات القرى المأهولة بالسكان.
ونص الاتفاق الذي رعته لجنة السلم والمصالحات بقوات الدعم السريع على “دفع محمد حمدان دقلو “حميدتي” التعويضات وجبر الضرر الذي وقع على الطرفين حسب الأعراف والسوابق” مع التزام الموقعين بعدم حماية المجرمين من اللصوص والقتلة ومنع كافة الاعتداءات وفتح الطريق بين صليعة والجنينة.
وتضمن الاتفاق كذلك محاربة الظواهر السالبة عبر القوة العسكرية المشتركة وتسهيل عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم لممارسة الزراعة دون اعتراض من أحد ونادى بتكوين آلية مشتركة من الجانبين برئاسة دورية لإنهاء الأزمات مع التنسيق مع الجهات الحكومية.
وأكد الاتفاق احترام حق المسيرية جبل في الأحقية التاريخية للأرض مع الالتزام التام بحق العيش للجميع وفقاً للمواطنة واحترام القيم والموروثات وأوصى بتواجد قوة عسكرية مهمتها فرض هيبة الدولة والالتزام بعودة الرحل للقرى مع فتح الأسواق والمرافق الخدمية.
وتتهم مكونات قبلية في منطقة “جبل مون” القبائل العربية المسنودة من قوات الدعم السريع بمحاولة السيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة وتهجير سكانها الأصليين حتى يتسنى لها السيطرة على الذهب ومعادن أخرى.
بدوره قال “حميدتي” لدى مخاطبته حفل التوقيع على الاتفاق إن النزاعات القبلية التي تشهدها غرب دارفور “مصطنعة تقف خلفها جهات تسعى لزعزعة الأمن وتقويض اتفاق السلام”.
وشدد على ضرورة وقف ما أسماه العبث باسم القبائل وحسم مؤججي الصراعات وناشري خطاب الكراهية.
وأضاف قائلاً “تجار الحرب وأعداء الشعب لا يريدون للسودان الاستقرار لكن نحن لهم بالمرصاد وهي جهات لن تهدأ عن صنع المؤامرات وعلينا أن نواجههم بالوحدة ونبد الفرقة والشتات وحل مشاكلنا بالقانون والحكمة بدلاً عن السلاح”.
وأقر بتقصير الدولة تجاه فرض هيبة الدولة وعدم تحمل مسؤوليتها تجاه حفظ الأمن وملاحقة المجرمين.
وتابع”المجتمعات المحلية أسهمت بدور كبير في هذا الوضع بتوفيرها الحماية للمجرمين ومن يتعدى على حقوق الناس يجب أن يتحمل مسؤوليته”.
وأكد بأنهم لن يسمحوا بانتشار الجريمة وتهديد أمن واستقرار المواطنين وأعلن التزامه بمعالجة الأوضاع التي خلفها الصراع ودعا الأجهزة الأمنية والعسكرية وضع خطط محكمة لفرض هيبة الدولة وعدم التهاون مع المجرمين.
وشهد احتفال الصلح قادة الحركات المسلحة عضوا مجلس السيادة الهادي إدريس والطاهر حجر وحاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي وعدد من قادة تنظيمات الجبهة الثورية.
إقرأ المزيد