مبادرة جميلة من ناديي الهلال والمريخ دعماً للتعايش السلمي في السودان
كرة القدم رياضة لا تحتاج إلى لغة ولا أية صفة غير صفة الإنسانية، مهما تعددت الجنسيات والألوان والأديان والقبائل والطوائف والأفكار.
ومن أجل الإنسانية حمل لاعبو الهلال والمريخ أعرق وأشهر الأندية الرياضية بالسودان وأكثرها جماهيرية، لافتات تدعو لنبذ القبلية والعنصرية وتدعو للتعايش السلمي والوئام بين كافة أبناء الوطن قبل مباراتيهما الدوريتين أمام حي الوادي نيالا والشرطة القضارف، ضمن مباريات الجولة الـ 28 من بطولة الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم.
أكد ناديا الهلال والمريخ وجماهيرهما على أهمية استثمار الأحداث الرياضية لنشر قيم السلام والإخاء وتعزيز أواصر المودة والصداقة بين جميع أفراد المجتمع في السودان. والذي يتمثل في جعل الرياضة وسيلة للتقارب والتناغم بين الناس وبث روح التعاون في نفوسهم، انطلاقاً من المبادئ الأولمبية السامية، داعيةً بذلك على ضرورة مشاركة جميع مكونات المجتمع السوداني في نبذ القبلية.
رفع لاعبو فريق الهلال قبيل مباراتهم أمام حي الوادي نيالا في الدوري السوداني الممتاز لافتات تنادي بنبذ القبلية ودعم التعايش السلمي بإقليم النيل الأزرق؛ وحمل لاعبو الهلال لافتات عليها شعار نادي الهلال للتربية، كُتب عليها “لا للعنصرية .. لا للقبلية .. نعم التعايش السلمي”.
وفي نفس المباراة رفع أعضاء ألتراس نادي الهلال لافتات تندد بأحداث العنف القبلي بإقليم النيل الأزرق. وظهر أعضاء ألتراس بلو ليونز يحملون لافتة كتبوا عليها “القبلية للتنوع لا الاقتتال.. كفانا نزيف”.
ورفع لاعبو المريخ قبيل مباراتهم أمام الشرطة القضارف في الدوري الممتاز, لافتات تنادي بنبذ القبلية وإيقاف الاقتتال بإقليم النيل الأزرق.
وحمل لاعبو المريخ لافتات عليها شعار نادي المريخ، كُتب عليها “الدم السوداني واحد .. لا للجهوية .. لا للعنصرية”. و لافته أخري كُتب عليها “السودان بشيلنا كلنا .. تباً للحرابة .. مجداً للسلام”.
وجاء دعم ناديي الهلال والمريخ أكثر الأندية جماهيرية في السودان للتعايش السلمي بعد أعمال العنف التي شهدها إقليم النيل الأزرق بين قبائل الانقسنا وقبيلة الهوسا والتي أسفرت عن 105 قتلى و291 مصاباً بحسب وزير الصحة في إقليم النيل الأزرق، ونزوح أكثر من 200 ألف شخص جراء العنف القبلي بالإقليم.
وأكدت رسالة ناديا القمة السودانية ان الرياضة رسالة سامية، وهذه حقيقة يجب أن يرسخها الرياضيون فيما بينهم، ولقد استطاعت كرة القدم تحقيق أهداف سامية، عجزت عن تحقيقها السياسة بكل ثقلها، وكذلك تحقيق السلم بين المجتمعات المتخاصمة والمتنازعة، وهناك أمثلة عدة وكثيرة لا يمكن نسيانها بسهولة.
ختاماً.. لا ننكر أن الرياضة هى جسر تواصل في السودان وفي العالم أجمع، وهى اللغة الوحيدة المشتركة بين المجتمعات بمختلف أجناسها وألسنتها، فالرياضة هى الشىء الوحيد الذى يجمع الشعوب ببعضها البعض، رغم اختلافهم فى باقى الأشياء، وهى تحمل فى طياتها كل شىء عن المحبة والتآخى والمودة والصداقة والسلام بين المجتمعات، قبل أن تكون مسابقات رياضية.. فالرياضة وكرة القدم تحديداً لغة موحدة تفهمها كافة الشعوب، ولا تعترف بالحدود التى صنعها البشر بأنفسهم، طمعاً فى المصالح وحب الذات الذى طغى على مجتمعاتنا البشرية فى وقتنا الحاضر.