مكتبة «اليرموك» نموذج للمقاومة الثقافية بالخرطوم
الخرطوم – صقر الجديان
دشنت مكتبة «اليرموك» الثقافية في عام 2022، بهدف نشر ثقافة القراءة والاطلاع والمساهمة في المعرفة بصفة عامة وتستهدف المكتبة كل الفئات العمرية بمن فيهم الأطفال.
وعقب سقوط النظام البائد، بدأت البلاد تنفتح في ضوء النهار نحو المعرفة، بعدما كانت تحت ظلام الكبت والمنع على الرغم من الاستبداد الذي تعيشه البلاد حاليا بسبب انقلاب البرهان.
و ولدت فكرة مكتبة «اليرموك» الثقافية من رحم المنتدى الثقافي لشباب حي اليرموك الذي يقع في منطقة جنوب الحزام جنوبي العاصمة الخرطوم.
ويرجع تطور الفكرة بفضل الجهد الذاتي والفردي لشباب المنطقة الذين عملوا على نقلها إلى أرض الواقع بتدشينها رسميا في مارس من العام 2022 م.
وظلت المكتبة تنظم العديد من الأنشطة والمنتديات الفكرية والثقافية بشكل دوري كالندوات وورش العمل والرحلات الترفيهية والعلمية.
ويبلغ عدد الكتب داخل المكتبة حتى الآن ما يقارب الألف كتاب في مجالات عدة منها الثقافية والفكرية والسياسية وأخرى دينية تعليمية.
يقول عضو المكتبة يوسف محمد يوسف ل «التغيير» أن المكتبة تعمل في العديد من الأنشطة من بينها الأنشطة الفكرية التي تعمل على تعزيز روح النقاش والحوار ما بين أفرادها والمجتمع من حولها.
وتضيف عضوة المكتبة صفاء أحمد، أن رسالتهم هي نشر المعرفة وإحداث التنوير من خلال تطوير رؤية ثقافية ومعرفية تعمل على زيادة الوعي وتعزيز الثقة في النفس لإنسان المنطقة.
وما يميز مكتبة اليرموك، أنها سودان مصغر من خلال تنوعها الثقافي، الفكري والديني بين شباب المنطقة.
ويأتي قيام المكتبة بمثابة البداية لمشروع مقاومة جديد يرتكز على الثورة المعرفية إلى جانب أساليب المقاومة والنضال الأخرى المستخدمة حاليا لوضع نهايات للانقلابات العسكرية وإحداث عملية التغيير المنشودة.
وبدأت تتمدد فكرة المكتبة إلى رقع جغرافية أخرى داخل منطقة جنوب الحزام ومناطق أخرى لنجاحها، فبدا الحي الغربي لمنطقة مايو في إنشاء مكتبة شبيهة لم يتم تدشينها بعد، ومكتبة الشهيد عاصم حسبو ب «حي مربع 6» كما أن منطقة الشاحنات المجاورة للمنطقة بصدد إنشاء مكتبة مثيلة.
يرى عضو المكتبة، بدر آدم أن المكتبة نموذج يعتز به في النشاط الفكري والثقافي أوساط لجان المقاومة لدورها الذي قد تلعبه مستقبلاً في الربط بين الثورة السياسية بثورة ثقافية واجتماعية بهدف رتق النسيج الاجتماعي.
الثورة المعرفية
ويضيف أن نجاح الثورة السودانية يعتمد على إحداث الثورة المعرفية أكثر من الحراك الثوري الحالي الذي لا ينجح إلا من خلال ثورة المعرفة التي تلعب دورا كبيرا في إحداث التغيير ورتق النسيج الاجتماعي الذي تم تفكيكه على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
ويطمح شباب المنطقة، بأن تكون مكتبتهم النواة الحقيقة لانطلاقة الثورة المعرفية بالبلاد لإيمانهم بأن الثورة الفكرية لديها دور وباع طويل سيكون راسخا في المجتمع السوداني من خلال الوعي والمعرفة بحقوقهم وواجباتهم.
ويعيش السودان اليوم في وضع انقلابي غير مسبوق من الاستبداد الذي يرى أن الثورة المعرفية أكثر خطورة على استمراره من الحراك السياسي الذي يحدث الآن في البلاد.
إقرأ المزيد