ضابط إسلامي يهاجم البرهان ويستنفر الشيوعيين والبعثيين لمواجهة التسوية
الخرطوم – صقر الجديان
أكد عضو مجلس “قيادة الثورة” في انقلاب الإنقاذ، العميد ركن صلاح الدين كرار، أن قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان سوف يغادر السلطة الى مكان آمن في ديسمبر المقبل ضمن ترتيبات امريكية.
وقال ان هجوم البرهان على المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية في خطابه بمنطقة حطاب(مقر لقوات الاستطلاع العسكري) الأحد الماضي سببه ان الاسلاميين يشكلون “العقبة” امام ما أسماه “التسوية الأمريكية المقبلة” في إشارة الى الحل السياسي الذي تقوده الآلية الثلاثية والوساطة الرباعية.
ووجه صلاح كرار انتقادات لاذعة للبرهان خلال تسجيل صوتي متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيما وجه رسالة الى كل من الحزب الشيوعي وحزب البعث بقيادة علي الريح السنهوري يطالب فيها الحزبين بالوقوف الى جانب الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ضد أمريكا قاطعا بأن الحزبين ضد التسوية الأمريكية.
في غضون ذلك شدد كرار على ان السفير الأمريكي هو الذي يحكم السودان الآن.
وتساءل كرار هل منطقة حطاب المصنفة كمركز لقوات الاستطلاع العسكري تم تسليمها لقوات الدعم السريع ووجه انتقادات للبرهان وقال لا داعي ان يظهر الطبنجة وهو القائد العام للجيش وأضاف: البشير على مدى ثلاثين عاما لم يظهر وهو يحمل سلاحا.
وكان البرهان حذّر الأحد، في كلمة أمام مجموعة من الضباط والجنود، شماليِّ الخرطوم، الحزب المحلول، وحاضنته الفكرية (الحركة الإسلامية) المحلولة كذلك، من محاولة الاستقواء بالجيش، وقال: “نقول للمؤتمر الوطني ثلاثين عام تكفيكم، أمنحوا الناس فرصة ولا تعشموا بأن الجيش سيعيدكم مرة أخرى، فهذا أمر ولى”.
التسوية السياسية
ونفذ البرهان انقلابا عسكرية على حكومة الفترة الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك في 25 اكتوبر 2021
وتصاعدت المقاومة الشعبية ضد الانقلاب منذ يومه الاول وعلى مدى عام كامل بلغ عدد شهداء المقاومة خلاله 120 شهيدا ومئات الجرحى فضلا عن المعتقلين.
وفشل الانقلاب في تشكيل حكومة بسبب ضغوطات دولية سياسية واقتصادية.
قادت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان بقيادة فولكر بيرتس والوساطة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والامارات سلسلة من الجهود من أجل الوصول الى حل سياسي متفاوض عليه لإنهاء الانقلاب في السودان واستعادة المسار الانتقالي المدني الديمقراطي.
نجحت هذه الجهود في حمل السلطة الانقلابية على الإعلان عن انسحاب الجيش من العملية السياسية في خطاب تلاه البرهان في الرابع من يوليو 2022.
وبدأت عملية تفاوضية بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي قبل فيها الجيش بأن تكون مسودة الدستور الانتقالي الذي أعدته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين أساسا للعملية السياسية مع ابداء بعض التحفظات.
من جانبها نفت قوى الحرية والتغيير الوصول الى اتفاق كامل بشأن التسوية السياسية مع تأكيدها على انها ثبتت سقفا تفاوضيا يتمثل في تكوين سلطة مدنية كاملة لقيادة الانتقال وخروج الجيش من السياسة والاقتصاد والاصلاح الامني والعسكري والعدالة الجنائية والعدالة الانتقالية .
وبرزت معارضة عنيفة لمشروع التسوية السياسية بقيادة الاسلاميين والحزب الشيوعي السوداني واخيرا حزب البعث بقيادة على الريح السنهوري وهو جزء من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.
ويرى مراقبون ان معارضة الاسلاميين للتسوية سببها ان تيارا منهم يرغب في ان يكون الحاضنة السياسية للانقلاب والحفاظ على مصالح التنظيم الاسلاموي عبر ذلك فيما يخطط تيار آخر للعودة الى السلطة بانقلاب عسكري من داخل الجيش وبالتالي فإن اي تسوية سوف تقطع الطريق على خطط الاسلامويين.
إقرأ المزيد