«ست النفور».. عند عتبة الرابعة والعشرين أنهى رصاص الانقلاب حياتها وأحلامها
الخرطوم – صقر الجديان
يصادف تاريخ السابع عشر من نوفمبر الحالي، ذكرى رحيل الثائرة السودانية، ست النفور بكار (ستو)، التي استشهدت في احتجاجات مدينة الخرطوم بحري الرافضة لانقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
(ستو) التي أنهى رصاص القوات الانقلابية حياتها وأحلامها عند عتبة الرابعة والعشرين، رأت النور في العاشر من سبتمبر عام 1997 تخرجت في جامعة النيلين ثم عملت في صناعة الإكسسوارات والثياب النسائية.
(ست النفور) شهيدة البلاد والمتحدرة من ضاحية الكدرو شمالي مدينة الخرطوم بحري، لم تتأخر يوماً عن نداء العمل الطوعي ووجدت نفسها في العمل الإنساني وكانت تشارك بانتظام في الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
ظهيرة السابع عشر من نوفمبر 2021، خرجت ست النفور من منزلها بالكدرو تمني النفس بالحرية لوطنها وكانت كثيراً ما تحمل لافتة في المواكب كتبت عليها: (ما زلت جميلة حرة كاملة محترمة غالية محبوبة شجاعة عظيمة ملهمة قوية).
يوم الأربعاء ذاك، أنهت رصاصة غادرة حياة ستو بإصابة مباشرة في الفك بميدان الرابطة بحي شمبات بالخرطوم بحري لتتحول ست النفور إلى أيقونة من أيقونات ثورة ديسمبر.
والد ست النفور الحاج أحمد بكار، رفض تشريح جثمان ابنته وقابل هو وعقيلته نبأ استشهاد آخر العنقود بصبر وجلد كبيرين.
يومها ضجت وسائل الاجتماعي في السودان بخبر استشهاد ست النفور وامتلأ الانترنت بعبارات الغضب والرثاء تأثراً برحيلها.
ست النفور التي تخرجت في كلية التمريض العالي، وهبت حياتها للعمل الإنساني وكانت مشاركة في اعتصام القيادة العامة في خيمة منسوبي الحقل الطبي.
العمل الطوعي
وبعد فض الاعتصام، ظلت تواصل رحلتها في العمل الطوعي في مجال الإسعافات في المواكب الاحتجاجية، بالإضافة إلى مشاركتها في الأيام الصحية لمدينة الكدرو.
الشهيدة كانت محبة للحياة دائمة الابتسامة وأشهر مقولاتها: (في ناس تعودت على الحروب وما شافت الألوان، الفن بدي الحياة معنى).
منحت الشهيدة ست النفور بكار، جائزة الشهيد علي فضل التذكارية في دورتها الرابعة بناء على توصية مجلس الأمناء بجانب الشهيد محجوب التاج.
رحلت (ستو) هادئة بذات ابتسامتها ووداعتها، بعدما أدت مهمتها كاملة في بناء وطنها وأدت دورها في العمل الطوعي والإنساني لترتقي روحها الحالمة بوطن يوفر الحرية والعدالة والسلام.
إقرأ المزيد