الإمارات في “عيد الاتحاد الـ51”.. ريادة دولية وثقة عالمية
أبوظبي – صقر الجديان
تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ51 بوقت تتعاظم مكانتها، وتتزايد الثقة الدولية بقدراتها، في ظل جهودها لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وبرزت تلك المكانة في الحضور الفاعل لدولة الإمارات وقيادتها في مختلف القمم الدولية المهمة لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، وسط حرص متزايد للاستماع لرؤاها والاستفادة من مبادراتها.
ووضحت كذلك في حرص العديد من قادة العالم على إجراء مباحثات مع القيادة الإماراتية لتعزيز العلاقات وبحث جهود دعم الأمن والاستقرار الدوليين.
أيضا تجلت تلك الثقة الدولية بفوز الإمارات وكفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية مؤسسات أممية ودولية، أو اختيارها لتنظيم فعاليات دولية مهمة.
وتحتفل دولة الإمارات، الجمعة، بعيد الاتحاد الـ51، الذي يعد أول يوم وطني في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تولى مقاليد الحكم 14 مايو/أيار الماضي.
6 قمم دولية
يأتي الاحتفال بعد أسبوعين فقط من مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في قمة العشرين التي عقدت في مدينة بالي الإندونيسية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وألقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة خلال القمة أكد فيها التزام الإمارات بدورها المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتها الرائدة بقطاع الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن دولة الإمارات جسدت هذا الالتزام من خلال استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في مجال الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة عبر العالم، وتأسيسها “تحالف القرم من أجل المناخ” بالشراكة مع إندونيسيا، إضافة إلى إطلاقها مبادرة “تسريع تحول الدول النامية نحو الطاقة المستدامة” بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وشدد على أن دولة الإمارات ستستمر، بوصفها مركزاً اقتصادياً عالمياً، ببذل أقصى الجهود لضمان استدامة سلاسل الغذاء والدواء وتسخير إمكانياتها وموانئها وطيرانها لدعم مبادرات وأهداف الأمن الغذائي.
وخلال مشاركته بالقمة، سجل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حضورا قويا بين قادة دول مجموعة العشرين منذ استقبال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو له في الجلسة الرئيسية للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها.
وعلى هامش القمة، جرت لقاءات ثنائية لرئيس دولة الإمارات مع نظيريه الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، كل على حدة.
وكان لافتا اللقاء الودي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى هامش قمة دول مجموعة العشرين أيضا، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء الأحاديث الودية، وبحثا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك والموضوعات والملفات المطروحة على أجندة قمة مجموعة العشرين.
وتعد قمة العشرين، التي استمرت يومين بمشاركة قادة دول تمثل اقتصاداتها 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، هي القمة الدولية السادسة التي يشارك فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال 5 شهور.
عدد كبير من القمم خلال فترة قصيرة يبرز المكانة الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي، وحرصها على دعم الأمن والاستقرار في العالم.
تركزت تلك القمم إجمالا على سبل مواجهة التحديات العالمية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والبيئية والإنسانية، وعلى رأسها أمن الطاقة وأزمة تغير المناخ والأزمة الأوكرانية وبحث جهود تعزيز التنمية المستدامة.
وتأتي مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة العشرين بعد نحو أسبوع من مشاركته في افتتاح أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27 ” في مدينة شرم الشيخ المصرية، وألقى فيها كلمة مهمة رسم خلالها خارطة طريق شاملة لمواجهة التغيرات المناخية، التي تعد أكبر تحد للبشرية حاليا.
المشاركة في قمة المناخ، جاءت بعد عدة شهور من مشاركته في “لقاء العلمين” التشاوري الأخوي الذي عقد بمشاركة قادة 4 دول عربية، وتم خلاله التأكيد على دعم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة التنموية والاقتصادية.
وقبيل لقاء العلمين، شارك رئيس دولة الإمارات في قمة عربية أمريكية في جدة 16 يوليو/تموز الماضي، جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة 9 دول عربية من بينها دول الخليج الست، وذلك بعد يومين من مشاركته في قمة عقدت -عن بعد- لقادة مجموعة “I2U2” التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل.
وقبيل تلك القمم الخمس، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في “منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ” الذي دعا إليه جو بايدن 18 يونيو/حزيران الماضي وأقيم عن بعد.
10 زيارات خارجية
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان منذ توليه مقاليد الحكم نحو 10 زيارات خارجية، بينهم زيارتان لدولة لفرنسا في 18 و19 يوليو/تموز الماضي، وسلطنة عمان في 27 و28 سبتمبر/أيلول الماضي، وحظي خلالهما بحفاوة استثنائية وترحيب كبير.
وتعد “زيارة الدولة” الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج وبروتوكولات خاصة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، حيث تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، الأمر الذي يعبر عن حجم المكانة التي يحظى بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى تلك الدول قيادة وشعبا.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارات إلى إندونيسا 14-16 نوفمبر/تشرين الثاني، ومملكة البحرين 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ومصر (شرم الشيخ 7-8 نوفمبر/تشرين الثاني)، وروسيا 11 أكتوبر/تشرين الأل، وصربيا 10 أكتوبر/تشرين الأول، ومصر (مدينة العلمين) 21-23 أغسطس/آب، واليونان 25 أغسطس/آب، وسيشل 12 أغسطس/آب، والسعودية 16 يوليو/تموز للمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية.
وأجرى خلال تلك الزيارات مباحثات مهمة لتعزيز العلاقات وبحث المستجدات الإقليمية والدولية، وأسفرت عن نتائج مهمة من أبرزها:
– توقيع اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح في مصر والعالم بقدرة 10 جيجاواط.
– الاتفاق على إقامة شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا.
– توقيع الإمارات وفرنسا عدة اتفاقيات تتعلق برصد الأرض والمبادرات بشأن تغير المناخ واستكشاف القمر، وذلك لتقوية وتوطيد التعاون في هذا المجال المهم.
– افتتاح جامع الشيخ زايد الكبير في مدينة سولو في إندونيسيا الصديقة الذي تم تشييده بمكرمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
– توقيع 16 اتفاقية لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وسلطنة عمان في مختلف المجالات، من بينها اتفاقية تعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.
– توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين دولة الإمارات وإندونيسيا شملت العديد من جوانب التعاون الاقتصادي والبيئي والتكنولوجي بين البلدين.
– حضور المرحلة الختامية من التمرين الإماراتي-البحريني المشترك لمكافحة الإرهاب “جلمود 3”.
– إشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور دولة الإمارات في الدفع بحل سلمي للأزمة الأوكرانية، وترحيبه باستمرارية جهود الوساطة الإماراتية.
وإلى جانب تلك الزيارات الخارجية، استقبلت الإمارات العشرات من القادة والمسؤولين حول دول العالم، للمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي تقيمها على أراضيها، أو للقاء القادة والمسؤولين بالإمارات لبحث سبل تعزيز التعاون.
ثقة وريادة
وبالتوازي مع الزيارات المتبادلة بين دولة الإمارات ودول العالم، واصلت دولة الإمارات تعزيز حضورها الفاعل في أرفع المنظمات والهيئات والمجالس الدولية عبر توالي الإنجازات المرتبطة بانتخابها أو فوز كفاءاتها الوطنية برئاسة أو عضوية تلك المؤسسات والهيئات، الأمر الذي يعكس حجم الثقة العالمية بالدولة وكفاءاتها في المجالات والقضايا كافة التي تهم المجتمع الدولي.
وقبل شهرين، تم اختيار محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، رئيساً جديدًا للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين، وذلك بعد تصويت تم خلال الاجتماع العام للمنظمة الدولية في العاصمة التشيكية براغ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليكون أول إماراتي وأول عربي يتولى هذا المنصب المهم.
فوز الحمادي جاء بعد 4 أشهر من فوز الإمارات، نهاية مايو/أيار الماضي، برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي “كوبوس” والتي تضم في عضويتها 100 دولة، الأمر الذي يعكس نجاح سياستها الخارجية وحجم قوتها الناعمة المتصاعدة.
وسيتولى عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ منصب رئيس اللجنة التي تأسست لأول مرة عام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين 2022-2023.
رئاسة مجلس الأمن.. إنجازات بارزة
وجاء فوز دولة الإمارات برئاسة “كوبوس” بعد نحو شهرين من اختتام دولة الإمارات، رئاستها لمجلس الأمن الدولي التي استمرت على مدار شهر مارس/آذار الماضي، حققت خلاله إنجازات بارزة، سواء كرئيس لمجلس الأمن الدولي أو عضو غير دائم به.
كما سجلت من خلال رئاستها وعضويتها بالمجلس مواقف ورسائل مهمة مساندة للقضايا العربية والدولية العادلة، تستهدف في مجملها تعزيز وتأمين السلام الإقليمي وصون السلم والأمن الدوليين الذي يعد نهجاً متأصلاً في سياسة دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر مارس/آذار الماضي، 4 قرارات وأصدر 6 بيانات، منها بيانان رئاسيان و4 بيانات صحفية.
وبصفتها الرئاسية لمجلس الأمن عقدت دولة الإمارات 3 اجتماعات رئيسية في شهر مارس/آذار، تناولت الإدماج الاقتصادي للمرأة، والتمويل المناخي لصون السلم والأمن الدوليين، والتعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
كما ألقت دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن نحو 20 بيانا خلال مشاركتها في جلسات وأنشطة المجلس على مدار شهر مارس/آذار تضمنت مواقفها من قضايا عدة على رأسها الأزمة الأوكرانية والقضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن وسوريا وجنوب السودان وأفغانستان والصومال والعديد من المناطق حول العالم.
وكانت دولة الإمارات قد انتخبت، في يونيو/حزيران من العام الماضي، لعضوية مجلس الأمن للفترة 2023-2022، وسط مباركة عالمية لدورها الريادي في المنظمة الدولية، وبموجب الانتخابات تترأس دولة الإمارات مجلس الأمن الدولي مرتين، الأولى في مارس/آذار 2022، والثانية في يونيو/حزيران 2023.
وفي إنجاز دولي فارق، فازت دولة الإمارات أيضا بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الفترة من 2022 إلى 2024، بعد حصولها على 180 صوتا عن مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، وذلك خلال الانتخابات التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاقتراع السري المباشر.
وشكل الفوز تتويجا للسياسات الحكيمة التي تنتهجها دولة الإمارات في ترسيخ الحقوق والحريات وانعكاسا لجهودها الحثيثة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونهجها الثابت في التعاون مع الأمم المتحدة ومختلف أجهزتها من أجل مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي والتوصل إلى مستقبل أكثر ازدهارا لجميع دول وشعوب العالم.
إقرأ المزيد