المخابرات المصرية ترسل مولانا الميرغني للخرطوم بطائرة خاصة إستخباراتية لدعم البرهان
الخرطوم – صقر الجديان
حرك وصول زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني، إلى الخرطوم الكثير من المياه السياسية الراكدة في ما يعرف بالأحزاب التاريخية.
مولانا الميرغني، وأبناؤه وعشيرته، درجوا، منذ وفاة السيد علي الميرغني، في عام 1968م، على أن يعيشوا أوقاتاً طويلة جداً في قصورهم الملكية في القاهرة ولندن، بعيداً عن الشعب السوداني ومعاناته، التي لا يحسون بها، وهم يتمرغون في جاههم وثرواتهم، ثم بعد كل فترة وأخرى، يزورون السودان، بأوامر من المخابرات المصرية، لتنفيذ أجندتها في السودان.
وفقد الحزب التاريخي جزءاً كبيراً من رصيده المعنوي السنوات الماضية جراء كثافة التناقضات التي عصفت بقياداته، وإخفاقه في التكيف مع الأحزاب والقوى الجديدة التي ظهرت عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وعدم قدرته على مبارحة خندق موالاة السلطة، بصرف النظر عن هويتها السياسية.
في يوم الأربعاء، 30 مارس، 2022م، في القاهرة، قابل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في قصره في حي مصر الجديدة الراقي، بصفته صاحب ومالك الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، وبالتالي المُتحكم في قراراته.
نظمت المخابرات المصرية بمساعدة “الهارب” صلاح قوش، هذا اللقاء بين الجنرال البرهان ومولانا الميرغني، حيث وافق مولانا على “توصية” أو بالأحرى أمر المخابرات المصرية بدعم الجنرال البرهان، خلال الفترة الانتقالية، ودعم إنقلاب 25 اكتوبر، 2021م.
عملت المخابرات المصرية على مشاركة الخليفة عثمان الحفيان، في هذا اللقاء، والخليفة عثمان الحفيان، لمن لا يعرفه، هو خال الجنرال عبدالفتاح البرهان “لزم”، وخليفة خلفاء الختمية في منطقة شندي.
لذا لزم التنويه.. لأن موضوع دعم مولانا الميرغني، للجنرال البرهان، وسط الرياح تحت المطر، صار صفقة تشابكت فيها العمالة مع القداسة مع السياسة.
المخابرات المصرية تتبني مولانا الميرغني
في يوم الاثنين، 21 نوفمبر 2022م، أرسلت المخابرات المصرية مولانا محمد عثمان الميرغني إلى الخرطوم، على متن طائرة من شركة أير كايرو التابعة للمخابرات المصرية.
حددت المخابرات المصرية عدة أهداف لزيارة مولانا للخرطوم نختزل أدناه، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً، في أربعة من هذه المطلوبات المصرية :
– ان يعمل مولانا محمد عثمان الميرغني، على دعم عبدالفتاح البرهان، ليستمر محتكراً للسلطة التنفيذية خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية.
– أن يجاهد محمد عثمان الميرغني، مع الشيخ الطيب الجد، والناظر محمد الأمين تِرِك، ومني اركو مناوي على “تبويظ” التسوية السياسية التي يعمل الدكتور فولكر بيرتس، رئيس بعثة “يونيتامس” على إبرامها بين المكون العسكري ومركزية التحالف.
– ان يستمر مولانا الميرغني، في رفضه ومحاربته لمسودة الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية التي اعددتها تسييرية نقابة المحامين الشرعية.
– ان يتكرم مولانا الميرغني، بتأديب ابنه العاق محمد الحسن، الذي يحارب إنقلاب 25 اكتوبر 2021م، ليعود إلى العمل وراء إبنه البار جعفر الصادق الذي يدعم إنقلاب 25 اكتوبر2021م.
قال مولانا الميرغني للمخابرات المصرية “سمعنا وأطعنا” وهو داخل طائرة المخابرات المصرية على مدرج مطار الخرطوم، طلب مولانا إستبعاد نجله محمد الحسن من مستقبليه.
حسب توجيهات المخابرات المصرية، منع الجنرال عبدالفتاح البرهان، السيد محمد الحسن، من دخول مطار الخرطوم لإستقبال والده، بل تم إقتياده لبيت من بيوت اشباح الدكتور نافع علي نافع، وتم ركل وضرب بعض مرافقيه، وهم من كبار خلفاء الطريقة الختمية من ولايات السودان المختلفة، فقط لأن السيد محمد الحسن، يدعم التسوية، ووقع على مسودة الوثيقة الدستورية التي اعدتها تسييرية نقابة المحامين الشرعية، ويتحفظ على إنقلاب 25 اكتوبر 2019م.
إقرأ المزيد