المقاومة السودانية وأعياد الميلاد.. تجسيد روح التغيير
الخرطوم – صقر الجديان
سارعت لجان المقاومة السودانية، إلى إعلان تأجيل مواكب معلنة يوم الأحد 25 ديسمبر، وذلك تقديراً لتزامنه مع احتفالات الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد، في بادرة جديدة لتجسيد التغيير الذي يحترم التنوع والتعدد.
في 25 ديسمبر 2021م، واجه كثير من مسيحيي السودان صعوبات جمة في الاحتفال بأعياد الميلاد، أو أداء الصلوات في الكنائس التي تشهد عادة تجمعات احتفالية، ذلك لأن الاحتفالات صادفت موكباً مركزياً أعلنت عنه لجان المقاومة قبل أكثر من شهر، فيما كانت البلاد لازالت تتلقى الصدمات الأولى لانقلاب الجيش في 25 اكتوبر 2021م الذي قاده عبد الفتاح البرهان، وكانت الإجراءات الأمنية والقمع على أشده متضمناً قطع خدمات الإنترنت والاتصالات.
يومها، تباينت وجهات نظر المسيحيين أنفسهم حيال الأمر، فبينما عبر بعضهم عن امتعاضه للإصرار على قيام الموكب في موعده وانتقد عدم إشراكهم أو مراعاتهم في التخطيط للمواكب، رأى البعض الآخر أنه يمكن الاحتفال في خضم الاحتجاجات الثورية بل والاحتفاء بالمشاركة فيها.
هذا العام تغيرت الصورة، إذ قرّرت تنسيقيات لجان مقاومة العاصمة الخرطوم تأجيل موكب الأحد 25 ديسمبر 2022م المعلن ضمن جدول التصعيد الثوري للشهر، إلى اليوم التالي «الاثنين 26 ديسمبر» حتى لا تحرم طوائف مسيحيي السودان من الاحتفال بأعياد الميلاد «الكريسماس» هذا العام.
ولقد بدأت احتفالات الطوائف المسيحية بالعاصمة، الأحد، في أجواء هادئة، وتمكن المسيحيون من الوصول إلى الكنائس وأداء الصلوات وإقامة الاحتفالات بالشكل الذي يريدون.
احترام التنوع والتعدد
ويرى مراقبون أن المقاومة جسدت روح التغيير الذي قامت من أجله ثورة ديسمبر المجيدة، وأساسه المواطنة والحقوق المتساوية واحترام التنوع والتعدد وقبول الآخر المختلف، كما استفادت من تجربة العام الماضي التي سمحت للانقلاب بتعكير أجواء احتفالات المسيحيين بإغلاق الطرق وقطع خدمات الاتصالات والإنترنت واستخدام القمع دون تمييز نتيجة خروج موكب متزامن مع الاحتفالات.
وفي السياق، قال المتحدث باسم لجان مقاومة أحمد عصمت لـ«التغيير»، إن تأجيل مواكب الأحد يأتي احتراماً للتعدد والتنوع.
وأشار إلى أن لجان المقاومة بداخلها مجموعة من المسيحيين وهذا هو التمييز الإيجابي لهم كأقلية واجهت اضطهاداً- على حد تعبيره.
وأوضح عصمت أن التأجيل لا يعني أن المواكب أصبحت بدون فائدة أو أن الثورة انتهت بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري بين قادة الانقلاب والمدنيين.
وأكد أن لجان المقاومة ما زالت ضد التسوية السياسية ومن أسماهم بالنخب المدنية عسكرية إلى أن تتحقّق سلطة الشعب، وشدّد على أنه لم يتغير شئ بعد.
وترى لجان المقاومة ضرورة احترام التعدّد لتجسيد روح التغيير الحقيقي النابعة من تطبيق شعارات ثورتهم على أرض الواقع «حرية، سلام وعدالة».
وكانت لجان المقاومة تعهّدت في بيان لها، بالعمل مع جموع طوائف الشعب بمختلف أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وجهاتهم لأجل إسقاط من وصفتهم بـ«الطواغيت»، وتحقيق الحلم بالوطن الذي يستحقه الشعب السوداني، على أن تكون فيه المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات.
إقرأ المزيد