الجيش يدق ناقوس الخطر بعد نشر قوات الدعم السريع دون موافقته
الخرطوم – صقر الجديان
دق الجيش السوداني، فجر الخميس، ناقوس الخطر من انفتاح قوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وبعض المدن دون موافقته.
والأربعاء، نشرت الدعم السريع قوة كبيرة بالقرب من مطار مروي شمالي السودان، مما دعا الجيش إلى تطويقها وإخطارها بمغادرة الموقع دون استجابة فورية.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”؛ إنه “يقع على عاتق الجيش دستورًا وقانونًا حفظ أمن وسلامة البلاد، وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير”.
وأشار إلى أن هذا المنعطف تزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن.
وأضاف: “هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة الجيش أو مجرد التنسيق معها، مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين وفاقم من المخاطر الأمنية وزاد من التوتر بين القوات النظامية”.
وتجمع المئات من مواطني مروي في المطار لدعم الجيش الذي أرسل تعزيزات عسكرية، وسط مخاوف من وقوع اشتباكات بينهما، في ظل انتشار الشائعات والاستقطاب السياسي الحاد في البلاد.
والأحد، بدأت قوات الدعم السريع في نقل مدرعات حربية من ولاية شمال دارفور إلى العاصمة الخرطوم، وذلك بعد أن كثفت في الفترة الأخيرة من تواجدها في العاصمة.
ويأتي هذا التحشيد في ظل عدم حدوث اختراق في مفاوضات اللجنة العسكرية التي تنظر في آليات السيطرة والقيادة وسنوات دمج قوات الدعم السريع في الجيش، والتي تأتي في سياق العملية السياسية.
وقال نبيل عبد الله إن محاولات الجيش في إيحاد الحلول السلمية لتجاوزات الدعم السريع لم تنقطع، حفاظًا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس.
وشدد على أن انفتاحات الدعم السريع وإعادة تمركزها، يخالف نظام عملها، كما فيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية والولائية.
وحذر المتحدث من حدوث مزيدًا من الانقسام والتوتر، حال استمرار قوات الدعم السريع في الانفتاح، وقال إن ذلك “ربما يقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد”.
وجدد نبيل عبد الله تمسك الجيش بالتوافق الذي جرى في دعم الانتقال وفقًا للاتفاق الإطاري، محذرًا القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة.
ووقع قائدا الجيش والدعم السريع وقوى سياسية أبرزها مكونات الحرية والتغيير في 5 ديسمبر 2022، اتفاقا إطاريا، يتحدث عن نقل السلطة إلى المدنيين بعد التوافق على قضايا شائكة.
وجرى التوافق على هذه القضايا باستثناء التي تتصل بسنوات دمج الدعم السريع في الجيش وأخرى تتعلق بالقيادة والسيطرة.