«المقاومة» تطالب بإنهاء كافة مظاهر الوجود العسكري في مروي
الخرطوم – صقر الجديان
طالبت تنسيقية لجان المقاومة بمروي، شماليِّ السودان، الأربعاء، بإنهاء كافة مظاهر الوجود العسكري في المنطقة، وفي الصدد طالبت بترحيل الفرقة 19 التابعة للجيش، وإبعاد قوات الدعم السريع خارج الولاية، علاوة على ما اسمته “إنهاء الاحتلال المصري لمطار المدينة”.
وتصاعدت الأزمة داخل المكون العسكري، عقب وصول أرتال من قوات الدعم السريع، إلى مروي، وارتكازها على مقربة من مطار المدينة، وهو أمر عارضه الجيش، آمراً القوة بالانسحاب الفوري من المنطقة.
وحذرت التنسيقيات في بيان، أطلع عليه (صقر الجديان)، من تصاعد الأحداث في مروي بشكل متسارع، ما ينذر بتحول المنطقة إلى ميدان معركة بين الأطراف العسكرية.
ووصلت الأزمة بين العسكريين إلى حافة الهاوية، بعد اتهام الجيش لقوات الدعم السريع بإعادة تموضعها وانتشارها في العاصمة والولايات دون إخطار قيادة الجيش.
وندد بيان المقاومة بما وصفه التفريط في السيادة الوطنية، خلال ما اعتبره “احتلال الجيش المصري لمطار مروي المدني، وتحويله لقاعدة حربية جوية يديرها الجيش المصري، إلى جانب تواجده في قرية مروي السياحية”.
وتكتسب مروي أهمية خاصة، لكونها تحتضن ثاني أهم مطارات البلاد، وسبق أن استضافت عدة مناورات مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري.
لكن المتحدث باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبد الله، نفى في وقتٍ سابق، وجود قوات وعتاد مصري بمروي حالياً.
وفي السياق ذاته، أدان بيان المقاومة ما سماه “تغول الفرقة 19 مشاة على أراض المواطنين وجعلها مناطق عسكرية لممارسة التعدين عبر السيانيد المهدد لحياة الأهالي”.
وتابع: “نعلن رفضنا أيضاً لتواجد أرتال الدعم السريع” معتبراً إعادة انتشار القوة في المنطقة بأنه تحول إلى مهدد وجودي.
وضاعف بيان الجيش، بشأن الخلاف مع الدعم السريع، فجر الخميس، من مخاوف نشوب صراع عسكري بين أكبر قوتين عسكريتين في البلاد، ما ينذر بحرب أهلية شاملة، يدور رحاها خارج وداخل المدن المأهولة بالسكان.
وفي الصدد، ألقت المقاومة باللائمة على والي الشمالية واللجان الأمنية، في عمليات الترويع التي طالت الأهالي، جراء تنامي مظاهر العسكرة بالمنطقة.
واتهمت أنصار المعزول، بلعب أدوار نعتتها بـ”الخبيثة” لتمزيق النسيج الاجتماعي، لقطع الطريق أمام إصلاحات تستهدف بناء جيش مهني موحد.
وتعد قضية الإصلاح الأمني والعسكري، بجانب تباين المواقف من الاتفاق الإطاري، والموقف من دول جارة؛ الأسباب الرئيسة لتفجر الأزمة بين الجيش والدعم السريع.