استمرار نزوح الآلاف من الخرطوم بسبب انعدام الأمن ونقص مقومات الحياة
الخرطوم – صقر الجديان
اضطرت أسرة بشير النزوح من العاصمة الخرطوم، رغم الممانعة الشديدة من بعض أفرادها، بعد أن أصبح الأمن منعدم تمامًا ونقصت معينات الحياة.
وهذه الأسرة، هي واحدة من آلاف الأسر التي قررت مغادرة الخرطوم تحت القصف، إلى مدن البلاد الآمنة لا يحملون إلا بعض الملابس والهواتف وأوراق الهوية وشهادات التعليم والعمل.
وغادرت أسرة بشير العاصمة الخرطوم، إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، شرقي السودان.
وقالت سلافة بشير، وفقا لـ “سودان تربيون”، الاثنين؛ إنها وأسرتها “غادروا الخرطوم بسبب انعدام الأمن وانقطاع المياه الجارية منذ اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات”.
وأشارت إلى أن محيط سكن الأسرة في الحلفايا شمالي الخرطوم، ظل أحد بؤر المعارك العنيفة التي لم ينقطع منها القصف بالطيران الحربي ومضادات الطيران الأرضية ودوى الانفجارات.
واضطرت الأسرة إلى دفع 177 ألف جنيه نظير ترحيل الشخص الواحد عبر البصات السفرية، في حين أن تكلفتها في الأوضاع العادية لا تتجاوز الـ 18 ألف جنيه “الدولار الواحد = 600 جنيها”.
تقول الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى نقطة الانهيار، بعد شح السلع الأساسية لبقاء الناس في المناطق الحضرية خاصة الخرطوم.
ويجد سكان الخرطوم صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات الطبية، كما ساد نهب المارة والمنازل والمحال التجارية والمصارف والمصانع، ومع ذلك يتعذر على كُثر الحصول على المواد الغذائية من المتاجر، مما يدفعهم إلى مغادرة المدينة.
وتقول تقارير إن قوات الدعم السريع أجبرت بعض الأسر على إخلاء منازلهم لاتخاذها قاعدة عسكرية لإطلاق النار.
وقال مراقب البصات السفرية في السوق الشعبي ببورتسودان، أوشيك صالح، لـ “سودان تربيون”، إن المدينة تستقبل أكثر من 5 بصات سفرية تحمل نازحين من الخرطوم.
وأفاد بأن هذا النزوح الكبير جعل أصحاب البصات السفرية يضاعفون أسعار التذاكر، متوقعًا استمرار ارتفاعها إلى 300 ألف للشخص الواحد خلال أيام.
واشتكت ماجدة إسماعيل، وهي فرت من الخرطوم إلى بورتسودان، من استغلال أصحاب الشقق السكنية لمآسي الحرب، برفع قيمة السكن إلى 60 ألف لليوم الواحد.
وقالت وفقا لـ “سودان تربيون”، إنها اضطرت إلى مغادرة منزلها في شارع الإنقاذ بالخرطوم بحري الذي كان ساحة لاشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
ويشير نزوح المئات يوميًا إلى ولاية البحر الأحمر البعيدة جدًا من الخرطوم، مقارنة بولايات الجزيرة ونهر النيل والشمالية ونهر النيل، إلى موجة التشرد الداخلي الكبير بسبب القتال.