فولكر يحذر من تحول الحرب في السودان لقتال عرقي
الخرطوم – صقر الجديان
حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، الاثنين، من تحول الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى قتال على أساس عرقي.
وأيدت قبيلتان على الأقل قوات الدعم السريع، فيما قدمت قبائل من شرق وشمال ووسط السودان المعونات إلى الجيش، مما عزز مخاوف أن ينحو هذا الدعم إلى مشاركة فعلية في القتال.
وقال فولكر، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، إن “الحرب بين الجيش والدعم السريع يمكن أن تتخذ بعدًا عرقيًا، ما ينذر بنزاع طويل الأمد مع تداعيات على المنطقة”.
وأشار إلى وجود بوادر مقلقة تتعلق بالتعبئة القبلية في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وذكر أن المليشيات القبيلة انضمت إلى القتال بعد تصاعد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، فيما حمل المدنيون السلاح للدفاع عن أنفسهم.
وشدد فولكر على أن طرفي القتال يواصلا الاشتباكات دون مراعاة لقوانين الحرب وأعرافها، حيث تعرضت المنازل والمتاجر ودُور العبادة ومنشآت المياه والكهرباء للدمار أو القصف.
وقال إن التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، بما في ذلك مزاعم الاغتصاب في الخرطوم ودارفور؛ روعته. مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تتابع التحقق من هذه الحالات.
وتقول وحدة مكافحة العنف ضد المرأة إنها تأكدت من وقوع 10 حالات اغتصاب، فيما تفيد منظمة حاضرين عن توثيقها 10 حالات عنف جنسي، بينما يتحدث محامو الطوارئ عن توثيقهم لحالتي اغتصاب.
وقال فولكر إن البعض القى باللوم على اندلاع القتال على عاتق المجتمع الدولي لعدم رؤيته علامة التحذير، فيما يلقي آخرون اللوم على العملية السياسية التي كانت تهدف لتشكيل حكومة مدنية.
وأضاف: “مسؤولية القتال تقع على عاتق أولئك الذين يشنونها يوميًا: قيادة الجانبين اللذين اختاروا تسوية نزاعمها في ساحة المعركة بدلا من الجلوس على الطاولة. إن قرارهما هو الذي يعصف بالسودان، ويمكنهما إنهاء ذلك”.
وتمدد القتال الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل المنصرم، في مناطق واسعة قبل أن ينحصر بصورة رئيسية في العاصمة الخرطوم.
وقاد هذا القتال إلى مقتل 863 مدنيًا وفقًا للجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، فيما تتحدث الأمم المتحدة عن فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم.
وأفاد فولكر بيرتس بأن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل على تحقيق وقف إطلاق دائم بآلية مراقبة ومنع تصعيد الصراع أو جعله عرقيًا وتقديم الإغاثة الإنسانية، علاوة على التحضير لعملية سياسية جديدة عندما يحين الوقت بمشاركة مجموعة واسعة من الفاعلين.
ودخل اتفاق إطلاق نار لمدة 7 أيام، حيز النفاذ ليل الاثنين، جرى التوصل إليه بوساطة من السعودية وأميركا اللتان تراقبان تنفيذه بجانب الجيش والدعم السريع.