اعتداءات جنسية تودي بحياة 3 فتيات وتقارير توثق تورط «الدعم السريع»
الخرطوم – صقر الجديان
لقيت ثلاث فتيات حتفهن بعد تعرضهن لاعتداءات جنسية على يد قوات تتبع للدعم السريع فيما تتزايد الشكاوى من انتهاكات القوات ذاتها تجاه المدنيين في الخرطوم وولايات بدارفور.
ويُصادف، اليوم الاثنين، اليوم الدولي لإنهاء جميع العنف الجنسي في حالات النزاع؛ حيث وقع السودان في مارس 2020 اتفاقا إطاريا، مع الأمم المتحدة، للقضاء على هذا النوع من العنف.
وخلال الفترة من 12 مايو حتى 11 يونيو الحالي وقعت حوادث عديدة لانتهاكات جنسية وسط صعوبات في الوصول لأعداد المعتدى عليهن حيث تمتنع غالب العائلات عن الخوض في الحوادث ذات الصلة بالشرف خشية الوصمة الاجتماعية.
ورصدت مبادرة ” ناجيات حرب 15 ابريل” وفاة الحالات الثلاث وقالت عضو المبادرة نورا لسودان تربيون تم توثيق 18 بلاغ فقط من جملة الاعتداءات الجنسية أثناء الحرب.
وأوضحت أن عددا من الناجيات تلقين العلاج وفقا للبرتوكول بينما لم تتمكن أخريات.
تورط الدعم السريع
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تقرير الاثنين إن أكثر من 53 امرأة وفتاة سودانية تعرضن للعنف الجنسي والجناة في “جميع الحالات تقريباً” من قوات الدعم السريع.
وأعلنت وحدة مكافحة المرأة والطفل -هيئة حكومية- في وقت سابق من الشهر الجاري عن توثيق 12 حالة اغتصاب جديدة في العاصمة الخرطوم، لكن الشواهد وتدوينات الناشطين والمدافعين عن حقوق المرأة ترجح أرقاما أعلى.
وأبرزت الوحدة في تقارير متفرقة أن 61 من النساء والفتيات تم اغتصابهن بواسطة عناصر قوات الدعم السريع أثناء الحرب التي تشهدها الخرطوم منذ 15 ابريل الماضي.
وقالت الوحدة، في بيان صدر اليوم الاثنين إن “تسعة ولايات ترزح تحت تهديد استخدام العنف المتصل بالنزاع سلاحًا للحرب وأداة لإثارة الفوضى والتحقير العرقي ووسيلة لتهجير المواطنين من منازلهم ومدنهم”.
وأشارت إلى أنه، ومند اندلاع الحرب، تستمر الانتهاكات بحق المدنيين في ولايات دارفور، خاصة غرب دارفور، مع دمار البنية التحتية وانعدام الأمن؛ فيما تتعرض النساء والفتيات لمخاطر عديدة.
وأوضحت بأن هذه المخاطر تتمثل في الموت والعنف الجنسي بأشكاله المختلفة، إضافة إلى التهديد والاختطاف، دون أن تسلم منها النساء الهاربات من جحيم الحرب.
حادثة بشعة
وتحدثت لجنة الأطباء المركزية عن اغتصاب سيدة على يد 17 فرد من هذه القوات بمنطقة كافوري الواقعة شمال الخرطوم.
وقالت عضو لجنة الأطباء إحسان فقيري لسودان تربيون إن شهود عيان أكدوا الحادثة التي وقعت بكافوري وأنها تمت في فناء منزل السيدة بعد وصولها لجمع أغراضها.
ووصفت فقيري اغتصاب المرأة بتلك الطريقة بالجريمة التي لن يغفرها التاريخ وقالت إن الجيران كانوا يشاهدون الواقعة من نوافذهم منتقدة تستر بعض الأسر على العديد من الحالات الشبيهة.
ولفتت الي أن إحدى الأسر بام درمان أنكرت اغتصاب خمس من الفتيات عندما ذهب فريق من لجنة الأطباء لتقصي الحالات ورفضت التعامل معها.
أرقام متزايدة
بدورها قالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل سليمى اسحق لسودان تربيون ان حالات اغتصاب مؤكدة طالت فئات عمرية مختلفة من النساء والفتيات منذ اندلاع الحرب بالخرطوم في 15 ابريل الماضي.
ودونت الوحدة 24 حالة اغتصاب بالخرطوم و25 حالة في دارفور ليصبح العدد الكلي 49 بينهن نساء وفتيات تراوحت أعمارهن بين 12-56 عاما.
وتحدثت الوحدة في تقرير لاحق عن توثيق 12 حالة اغتصاب في العاصمة الخرطوم.
وأدت الحرب بين الجيش والدعم السريع التي دخلت شهرها الثالث إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين بجانب فرار 1.8 مليون شخص من منازلهم، معظهم من العاصمة الخرطوم..
وقال التقرير إن هنالك أيضًا استهدافًا لبيوت اللاجئات من إريتريا وإثيوبيا بمنطقتي بحري وأم درمان وتعرضهن لعنف جنسي من “قوات عسكرية تعرّف شهود عيان على زيها العسكري بأنه زى قوات الدعم السريع”.
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، رصدت العديد من الانتهاكات ضد المدنيين بما فيها الاعتداءات الجنسية والنهب والسلب واحتلال المنازل والمستشفيات والمرافق العامة.
وقالت اسحق هنالك حالات اغتصاب كثيرة لم يتم التبليغ عنها، ولفتت إلى أن ما يتم رصده وتأكيد نسبته 2% فقط مما يحدث ووصفت الجريمة بأنها كبيرة ومرتبطة بوصمة يصعب التبليغ عنها.
وذكرت المسؤولة الحكومية أن الناجيات اللاتي تعرضت للاعتداء الجنسي تحدثن عن أن القوات كانت ترتدي زى الدعم السريع وأشارت إلى أن السؤال يضم شكل وهوية الجناة لان الملف متصل بالعنف جنسي المتصل بالنزاع.
سلامتك
وأعلنت اسحق عن تدشين تطبيق أطلق عليه “سلامتك” لكنه لم يفعل بالنحو الكافي بسبب مشاكل الانترنت وانقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت أهمية التطبيق في ظل غياب تام للجهات التي المسؤولة عن تلك الحوادث مضيفة “في ظل الحرب لا يتم تدوين اي بلاغات ولا توجد ارانيك 8 ولا أقسام للشرطة للتبليغ عن حالات الاغتصاب”.
وأدانت مبادرة لا لقهر النساء في بيان سابق لها الاعتداء الجنسي والاغتصاب الذي وقع بعد الخامس عشر من ابريل الماضي
وقالت إن التقارير الموثقة عن الاغتصاب وانتهاك حرمات المنازل والتقتيل والترهيب والسرقة والنهب لا تعدو أن تكون جزءاً ضئيلاً مما حدث ويحدث اليوم في الخرطوم من جرائم خلال هذه الحرب العبثية.
وأبدت مجموعات متفرقة قلقها إزاء العنف الجنسي ضد النساء في السودان محرضة على ضرورة تصعيد الأمر قانونيا مع محاكمة الجناة.