مكونات قبلية في جنوب دارفور تدعو أبنائها للقتال مع «الدعم السريع»
نيالا – صقر الجديان
أعلنت الإثنيات العربية وقبيلة الفلاتة بولاية جنوب دارفور الاثنين، دعمها وتأييدها لقوات الدّعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني وحثت أبنائها في القوات المسلحة على الانضمام للدّعم السريع.
ويتخوف مراقبون من أن تفتح هذه الخطوة الباب على مصراعيه أمام حرب أهلية شاملة خاصة مع إعلان الجيش الاثنين، البدء في استيعاب المتطوعين للالتحاق بصفوفه لمقاتلة الدعم السريع.
وسبق أن أعلنت عدد من القوى الدينية والقبلية في السودان عن دعمها للجيش السوداني إلا انها لم تعلن عن حشد أبنائها في القتال إلى جانب الدعم السريع.
وقال بيان مُشترك للقبائل العربية بولاية جنوب دارفور وقبيلة الفلاتة “نُعلن دعمنا لقوات الدّعم السريع في معركتها الحالية تحقيقا لإرادة الشعب السوداني وتطلعه للحكم المدني الديمقراطي، كما ندعو أبنائنا في الجيش الانضمام للدعم السريع والوقوف معهم”.
ووقع على البيان كل من التوم الهادي عيسي دبكة ناظر عموم قبيلة البني هلبة وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني “المحلول”، ومحمد يعقوب إبراهيم ناظر قبيلة الترجم وهو عضو وفد حكومي في مفاوضات ابوجا 2006.
كما وقع عليه ناظر الهبانية علي يوسف إبراهيم ، ومحمد الفاتح احمد السماني ناظر قبيلة الفلاتة، علاوة على التجاني محمد عثمان ناظر المسيرية، ومحمود عبد الرحمن ناظر التعايشة، بجانب الأمير علي حسين ضي النور أمير قبيلة الرزيقات بولاية جنوب دارفور وهو شقيق اللواء مضوي حسين ضي النور مسؤول قطاعات قوات الدّعم السريع بشرق السودان.
انقسام الفلاتة
وقال رئيس تجمع الفلاتة بولاية الخرطوم محمد صالح لسودان تربيون انهم يؤيدون البيان الداعم لحميدتي،وشكا من ان الجيش استهدف ابنائهم في الخرطوم على اساس عنصري.
غير أن بيان أصدره شباب الفلاتة تبرأ من تأييد ناظر القبيلة لقوات الدّعم السريع ضمن قبائل أخرى بولاية جنوب دارفور،وأكدوا أنه لا يمثل الفلاتة ويسهم في انقسامات داخل القبيلة.
واتهم شباب الفلاتة الدعم السريع بارتكاب انتهاكات طالت المواطنين واضاف “موقفنا هو وقف الحرب والقاء المليشيا لسلاحها ودمجها في المؤسسة العسكرية ومحاسبة قادتها الذين زجوا بابناء الوطن في هذه المعركة العبثية”.
وطالب بانسحاب ابناء الفلاتة الذين يقاتلون في صفوف قوات الدّعم السريع واعلن انحيازهم للقوات المسلحة لكونها تمثل الشرعية ، كما دعا البيان لعزل الناظر محمد الفاتح لوقوفه بجانب “مليشيا متمردة” مقابل مصلحته الشخصية – بحسب تعبير البيان.
وفي أبريل 2022 اتهم الفلاتة قبيلة الرزيقات مسنودة بقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم واسع على قرى تتبع لمحلية “تُلس” وبرام بولاية جنوب دارفور تقطنها الفلاتة تسبب في قتل أعداد كبيرة من المواطنين ونهب ممتلكاتهم وحرق منازلهم.
ولم توقع على البيان المساند للدعم السريع مقدومية الفور بولاية جنوب دارفور فضلاً عن قبيلة الزغاوة وسلطنة الداجو وقبيلة المساليت بمحلية قريضة وهي قبائل ذات ثقل سكاني بولاية جنوب دارفور.
وقال الموقعون انه لا يمكنهم البقاء مكتوفي الأيدي بينما يموت أبنائهم وهم يدافعون عن الحرية والديمقراطية وحماية التحول المدني.
وأضاف “هذه معركة بين الحق والباطل ضد فلول النظام البائد الذين يستغلون القوات المسلحة من اجل العودة للسلطة عبر جنرالات الجيش الذين زجوا بجيشنا في حرب ليس لها أساس”.
ودعا البيان الطرفان لمواصلة التفاوض، وأدان قصف المدنيين العزل بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة والاعتداء على المستشفيات والمؤسسات.
وظلت نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، تشهد اقتتالا دامياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، برغم توصل قيادات أهلية في وقف مؤقت للقتال بتقسيم المدينة لجزأين غربا يضم قيادة الجيش وأمانة الحكومة وقصر الضيافة والوزارات والسوق الكبير وعدد من الأحياء وهي مواقع خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، بينما الاتجاه الشرقي يضم قيادة جهاز المخابرات وقيادة الشرطة ومطار نيالا وبورصة جنوب دارفور وعدد من الأحياء وهي مواقع خاضعة لسيطرة قوات الدّعم السريع.
وشهدت الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، اقتتالا اثنياً بين المساليت والقبائل العربية المدعومة من قوات الدّعم السريع أدى لمقتل أعداد كبيرة من قبيلة المساليت وتهجيرهم قسرياً.
ومنذ 15 أبريل الماضي، يشهد السودان قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع تركز بصورة أساسية في العاصمة الخرطوم.