هجوم على بلدة في غرب دارفور يخلف قتلى وجرحى وفرار المئات لتشاد
الجنينة – صقر الجديان
قال فارون من بلدة “سربا” شمال الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور السبت، إن قوات الدعم السريع مسنودة بمليشيات القبائل العربية، استباحت المنطقة بشكل كامل وشردت الاف المدنيين.
وبدأت منذ 23 أبريل المنصرم، أعمال عنف ذات طابع عرقي في ولاية غرب دارفور، على خلفية معارك بين الجيش والدعم السريع؛ قبل أن تخضع حاضرة الولاية الجنينة لسيطرة مليشيات مسلحة.
وفي 14 يونيو قتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر بطريقة بشعة، بعد وقت وجيز من اعتقاله بواسطة قوات الدعم السريع، واثارت الحادثة حينها ردود أفعال غاضبة وسط دعوات بتقديم الجناة للعدالة.
وأفاد عثمان أبكر وهو قيادي أهلي في بلدة “سربا” سودان تربيون بعد وصوله بلدة أدري التشادية أن “قوات الدعم السريع والجنجويد، هاجمت رئاسة المحلية بعدد كبير من المركبات العسكرية والدراجات النارية ونهبت كل المرافق الخدمية، ومباني المحلية والسوق الكبير علاوة على منازل المواطنين”.
وأشار إلى أن الهجوم خلف عدداً من القتلى لم يتم حصرهم لفرار معظم سكان البلدة نحو دولة تشاد وتركهم عشرات الجثامين في العراء، كاشفا عن اعتقال رموز المجتمع بينهم قيادات أهلية لقبيلة “الإرنقا” وإخفائهم قسريا.
واعتبر ما جرى في سربا أشبه بما حدث في الجنينة ، متهما قوات الدعم السريع بقتل السكان على أساس عرقي.
وأضاف “ما ظل يحدث في سربا منذ نحو 5 أيام هو إبادة جماعية وتطهير رقي لإثنية الإرنقا وسط صمت تام من القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى التي لم تتدخل لحماية المدنيين وانسحبت قبل وقت وجيز من سقوط المحلية بأيدي المليشيات”.
وكشف أبكر عن تدمير القوة المهاجمة وبصورة متعمدة أبراج شركات الاتصالات في خطوة قال إنها هدفت لعزل البلدة عن العالم الخارجي والتغطية على الجرائم والانتهاكات الواسعة التي طالت المدنيين.
وفي الأثناء قال بيان أصدرته هيئة محامي دارفور تلقاه “صقر الجديان ” ان قوات الدعم السريع المسنودة بالمليشيات القبلية هاجمت المحلية بعدد 127 عربة دفع رباعي مزودة بكافة انواع الأسلحة وان القوات المهاجمة قامت بحرق منازل المواطنين والنهب وواصلت في هجماتها المتكررة لمدة خمسة أيام متوالية.
ونوهت الى أن عدد من المواطنين قتلوا جراء الهجوم المتكرر وأصيب العشرات بإصابات متفاوتة بينهم أطفال ونساء وعجزة كما شهدت المنطقة موجة من النزوح القسري الجماعي واللجوء إلى تشاد وتعرضت الأسر الفارة لكل اصناف الانتهاكات.
وتحدثت الهيئة الحقوقية عن استهداف رموز وقيادات المحلية كما طال القتل عاملين بمرافق التعليم ومصلين بمسجد سربا العتيق.