نيالا.. المستشفى التركي يكافح لإنقاذ أرواح السودانيين (تقرير)
ـ الدكتور مصطفى أوباما : رغم المواجهات بات المستشفى التركي الملجأ الأول لضحايا الحرب. ـ الصحفي عيسى دفع الله : المستشفى التركي بقي صامدا ويعمل بكفاءة طبية عالية.
نيالا – صقر الجديان
رغم استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، وانعدم الأمن وارتفاع تكاليف العلاج، إلا أن المستشفى التركي بمدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور (غرب) ظل يمثل الملجأ الوحيد للمرضى بالمنطقة.
وافتتح المستشفى رسميا في 2014، على يد البروفيسور أمر الله إشلر، نائب رئيس الوزراء التركي حينها.
حيث جرى تشيده بأحدث المعايير العالمية تحت إشراف “الوكالة التركية للتعاون والتنسيق” (تيكا) بتكلفة بلغت 35 مليون دولار.
وتبلغ مساحة المستشفى التركي بنيالا 11 ألف متر مربع، كما يضم 150 سريرا، منها 46 سريرا للعناية المشددة، وثلاث غرف للعمليات، وقسمان للتوليد، وقسم للتصوير الشعاعي ومخبرا.
ـ إنقاذ الأرواح من ركام الحرب
في حديث للأناضول، قال الدكتور مصطفى عمر أوباما، أحد الأطباء العاملين بالمستشفى، إن “المستشفى التركي ظل ومنذ بداية الحرب يكافح في إنقاذ الأرواح من ركام الحرب”.
وأضاف أنه “رغم المواجهات، بات المستشفى التركي الملجأ الأول لضحايا الحرب في الإقليم خاصة الذين يسقطون في المدينة وبعض المناطق المجاورة”.
وأشار أوباما، إلى أن المستشفى “يقدم خدمات صحية بإمكانات أفضل من المستشفيات الحكومية، التي أغلقت أبوابها تماما بسبب المواجهات وانعدم التمويل، أو نظرا لوقوعها في دائرة الخطر”.
وبفضل المستشفى التركي بنيالا، بات المواطنون في إقليم دارفور غير مضطرين للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
إذ يضم المستشفى أفضل الأطباء الاختصاصيين في مختلف الأقسام، كما يحتل موقعا مميزا واستراتيجيا في المدينة، ما يسهل وصول المرضى من المدينة ومداخلها بكل سهولة.
ويقدم المستشفى التركي خدماته الصحية لجميع فئات الشعب السوداني بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو القبلية أو العرقية.
ـ يستقبل عشرات المرضى يوميا
الصحفي من مدينة نيالا عيسى دفع الله، يقول للأناضول، “ظل المستشفى صامدا ويعمل بكفاءة وقدرة طبية عالية”.
وأردف “لولا وجود المستشفى التركي وكوادره في الأقسام المختلفة لكان معظم المصابين جراء المواجهات في نيالا، والذين يأتون من المدن الأخرى من المدنيين في عداد الموتى”.
وتطرق “دفع الله”، إلى فكرة إنشاء المستشفى، والذي جاء بمبادرة من الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان، إبان زيارته للسودان في 2006، حيث تم بموجبه الاتفاق على إدارة مشتركة للمستشفى بين السودان وتركيا، التي رصدت منذ ذلك الوقت ميزانيات عالية لتسييره.
ولفت إلى أن “معظم المستشفيات في إقليم دارفور خرجت عن الخدمة تماما لموقعها الجغرافي في دائرة الخطر، وانعدم أدوات التشغيل، إلا أن المستشفى التركي ظل يعمل ويقدم أفضل الخدمات لمرضى الإقليم”.
وأشار إلى المستشفى “يستقبل يوميا عشرات المرضى، الذين يتلقون العلاج من أقسامه المختلفة، خاصة أقسام الجراحة والنساء والتوليد”.
ولكن “دفع الله”، لا يخف قلقه بشأن استمرار عمل المستشفى إذا لم يتوقف الاقتتال، ولم يتم تقديم الدعم اللازم له، في ظل إغلاق الطرقات من وإلى نيالا، ما يصعب إيصال الدواء له، والذي يأتي من ميناء بورتسودان (شمال شرق)، علاوة على اكتظاظه بالمرضى فوق قدرته الاستيعابية.
وتواجه المستشفيات الحكومية في الخرطوم ودارفور، على وجه الخصوص، مشكلات وتحديات مالية عدة تهدد استمرارها في تقديم الخدمات للمرضى والمصابين، خاصة في ظل الاشتباكات العنيفة التي تشهدها البلاد بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، والذي أوقع 3 آلاف قتيل، ونزوح ولجوء أكثر من 3 ملايين شخص.
وفي 28 يونيو/حزيران المنصرم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للبرهان، خلال تبادلهما تهاني عيد الأضحى، استمرار المستشفى التركي بنيالا، في تقديم الخدمات الطبية خلال هذه المحنة التي يمر بها الشعب السوداني، وجاهزية الحكومة التركية لمواصلة جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية له.