تجدد القتال القبلي العنيف في جنوب دارفور يسقط 18 قتيلا على الأقل
نيالا – صقر الجديان
تجددت الاشتباكات القبلية بولاية جنوب دارفور ما أدى لمقتل عدد من الاهالي وتدمير واسع طال البنى التحتية، بوقت فشلت وساطة رعتها قوات الدعم السريع لوقف القتال الذي اخذ طابع أكثر دموية.
وفي أغسطس الماضي، شهدت محلية كبم والوحدة الإدارية “أم لباسة” قتالاً عنيفاً بين قبيلتي السلامات والبني هلبة من طرف وعلاوة على السلامات والهبانية من جهة أخرى بسبب اتهامات متبادلة بين المجموعات المختلفة بسرقة مواشي ومركبات علاوة على رفض مكونات قبلية حملات التجييش وضغوط تمارسها قوات الدعم السريع ضد القبائل لإعلان ولائها ودعمها في حربها التي تخوضها ضد الجيش السوداني.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان الأحد، إن الاشتباكات الدامية بين قبيلتي السلامات والبني هلبة بمنطقتي كبم ودمبة بولاية جنوب دارفور، تمددت الاثنين الماضي ما أودى بحياة نحو 18 شخصاً على الأقل.
وأبدت الهيئة قلقها الشديد حيال قيام مجموعات مسلحة من قبيلة السلامات يرتدون زي قوات الدعم السريع بإحراق وتدمير منطقة “كبم” واعلان السيطرة عليها.
وناشدت الهيئة عناصر قبيلتي السلامات والبني هلبة بالاحتكام لصوت العقل وإيقاف إزهاق الأرواح، وطالبت قوات الدعم السريع بإيقاف عناصرها التي تستغل مركباتها والحد من أنشطة هذه العناصر التي تمارس القتل والخراب والتدمير بالمناطق التي تشهد الصراعات الدامية بمحلية كبم.
الى ذلك كشفت مصادر أهلية تحدثت لـ”سودان تربيون” عن فشل وساطة رعتها قوات الدعم السريع لوقف القتال بين القبيلتين برغم الاجتماعات التي عقدتها قيادات من القوات مع ممثلي الطرفين في كبم وأم لباسة، لتجدد المواجهات بصورة أعنف من السابق استخدم من خلالها الطرفين أسلحة ثقيلة.
وأشارت إلى استمرار توافد المسلحين القبليين المدججين بالسلاح من مناطق تابعة لولاية وسط وغرب دارفور علاوة على عبور مسلحين من دولة تشاد بنية المشاركة في القتال.
وتحصلت “سودان تربيون” على مقاطع فيديو تشير الى تورط عناصر من قوات الدعم السريع في الصراع القبلي، حيث ظهر الجنود يحملون أسلحة الية متقدمة ويرتدون الزي الرسمي لقوات الدعم السريع ويستغلون مركباتها العسكرية ذات الدفع الرباعي.
وكانت قبيلة البني هلبة وهي واحدة من أكبر قبائل جنوب دارفور، أعلنت في الرابع من يونيو الماضي ضمن اثنيات أخرى في الولاية دعمها وتأييدها لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش.
وعززت الخطوة المخاوف من انزلاق إقليم دارفور، الى حرب أهلية في ظل حالة الاستقطاب والانقسامات الحادة وسط المكونات السكانية المقيمة في الإقليم، حيث تدعم معظم القبائل العربية قوات الدعم السريع، التي تتهمها القبائل الاخرى بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.
وتأثرت ولاية جنوب دارفور، بالقتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في العاصمة الخرطوم وتمدد ليشمل 4 من أصل خمس ولايات في دارفور، حيث شهدت نيالا ومناطق كاس وأم دافوق ومرشنج قتالا ضارياً بين القوتين خلف أعداداً كبيرة من الضحايا.