الاتحاد الأفريقي والإيقاد يكثفان مشاوراتهما مع القوى السودانية بشأن العملية السياسية
القاهرة – صقر الجديان
كثف الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية “الإيقاد”، يومي الاثنين والثلاثاء، مشاوراتهما مع القوى السودانية بشأن إطلاق عملية سياسية غرضها التوصل لتوافق سياسي وترتيبات دستورية جديدة.
وعقد الاتحاد الأفريقي والإيقاد، اجتماعًا في العاصمة المصرية، الاثنين، مع الحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية وقوى الحراك الوطني والتراضي الوطني والإعلان الوطني وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس ومراكز دراسات وإدارة أهلية؛ فيما التأم اليوم الثلاثاء لقاء مع الحرية والتغيير.
وقالت قوى الحرية والتغيير، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، الاجتماع مع الاتحاد الأفريقي والإيقاد” بحث تطورات الأوضاع في السودان وسبل إنهاء الحرب والوصول لسلام مستدام”.
وأشارت إلى أن المنظمتين عرضتا تصورهما حول كيفية تصميم العملية السياسية المفضية لإنهاء الحرب وجهوده في هذا الصدد.
واندلعت حرب شرسة بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل هذا العام، تمددت في مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم وولايات كردفان ودارفور وسط مخاوف من انتقالها إلى ولايات أخرى.
وأفادت الحرية والتغيير بأنها قدمت رؤيتها لوفدي الاتحاد الأفريقي والإيقاد، والتي تتخلص في قيام منبر تفاوضي موحد وشمول العملية السياسية مع استثناء مشاركة المؤتمر الوطني ــ حزب الرئيس المعزول عمر البشير ــ وواجهاته فيها.
وطالبت بأن تخاطب العملية السياسية أسباب اندلاع الحرب وتضع حلولًا نهائية تجعل النزاع المندلع بين الجيش والدعم السريع آخر حروب السودان، على أن تنصف العملية الضحايا وتقود لتحول ديمقراطي وجيش واحد مهني يخرج عن السياسة كليًا.
بدورها، قالت القوى السودانية التي عقدت لقاءًا مع الاتحاد الأفريقي والإيقاد يوم الاثنين، إن الاجتماع أمن على “مبادئ تُشكل قاعدة للحوار بين الأطراف السودانية، على أن يبدأ حل الأزمة بوقف إطلاق النار”.
ونادي الاجتماع، وفقًا لبيان مشترك صادر عن هذه القوى تلقته “سودان تربيون”، بضرورة التزام الأطراف بما جرى التوقيع عليه في منبرة جدة، علاوة على الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية قبل إطلاق العملية السياسية.
ووقع الجيش والدعم السريع في 11 مايو المنصرم، إعلان مبادئ، تضمن قواعد الاشتباك والتي من بينها حماية المدنيين والابتعاد عن المنشآت الخدمية؛ حيث كان يأمل السودانيين تطويره إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الخطوات اللاحقة تعثرت.
وقال البيان إن المجتمعين اتفقوا على إطلاق حوار شامل بلا إقصاء شريطة أن يكون سوداني ــ سوداني دون تدخل من أطراف خارجية، ومن ثم الاتفاق على مكان عقده وتنظيم ورش تشاورية لبلورة رؤية حول القضايا.
وشدد على ضرورة تكوين آلية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد وجامعة الدول العربية، تتولي قيادة جهود تسوية الأزمة السياسية وإنهاء الحرب لقفل الباب أمام أي تدخلات خارجية في الشأن السوداني.
وتتحدث تقارير صحفية عن سعى الوساطة السعودية ــ الأميركية لضم ممثلين من الاتحاد الأفريقي والإيقاد إلى منبر جدة الذي ينتظر عودة وفد الجيش لإكمال مباحثات توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي 27 يوليو المنصرم، قال الجيش إن وفده المفاوض عاد إلى السودان لإجراء مزيدًا من التشاور، رغم إقراره بالتوصل لتفاهمات مبدئية حول إعلان مبادئ التفاوض وآلية المرقبة والتحقق والتوافق على كثير من نقاط مسودة وقف العدائيات.
وتسببت الحرب في تهجير 5.6 مليون شخص من منازلهم، كما رافقها تدمير البنية وارتكاب انتهاكات فظيعة ضد المدنيين شملت احتلال منازلهم وقتلهم واعتقالهم وترويعهم، علاوة على العنف الجنسي المتصل بالنزاع.