أخبار السياسة المحلية

مراكز ايواء المعاقين ذهنيا وحركيا.. صور قاتمة ومعاناة بلانهاية

مدني – صقر الجديان

تتفاقم مخاوف امهات الأطفال ذوي الاعاقة الذهنية والحركية الذين يعيشون بمركز ايواء خاص في ود مدني ، من تردي اوضاعهم الصحية بسبب نقص الأدوية المريع بينما يكابد المكفوفون في ذات المركز لجلب المياه من خارج المبنى يهابون التعثر بالوحل ويفكرون في كيفية جلب المياه في اواني كبيرة تزاحم عصاهم البيضاء فيما يتوسد الصم والبكم الارض لانعدام الاسرة شاكين لسعات الباعوض وتفشي الملاريا.

وشردت الحرب الشرسة التي تدور رحاها بين الجيش وقوات الدعم السريع على مدى قرابة السبعة أشهر، مئات الالاف من سكان العاصمة الخرطوم حيث اضطروا للفرار الى الولايات المجاورة،فيما لجأ الالاف الى دول مجاورة.

وأقامت ولايات عديدة مراكز لايواء النازحين الفارين من الحرب لكن غالبها ليس مجهزاً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من القادمين فيما لا تبدي المنظمات الانسانية تجاوبا يناسب حجم الاحتياجات المتزايد.

ثلاث مراكز ايواء تضمها ود مدني خاصة بذوى الاعاقة الحركة والذهنية والمكفوفين والصم والبكم كل مركز منها تحت اشراف اتحاد المعاقين القومي بالسودان

وسجلت حملة “نساء ضد الظلم” زيارات لتلك المراكز لحصر حاجة ذوي الاعاقة والوقوف على اوضاعهم في ظل تراجع امداد مراكز الايواء بالمؤن الغذائية والادوية الصحية.

وفي معسكر ايواء محي الدين دياب الذي يضم المعاقين حركيا وذوي الاعاقة يحاول أحد الأطفال الانشغال بنظافة المكان رغم اعاقته الظاهرة حيث تقول والدته الباحثة الاجتماعية نعمات حسبو لسودان تربيون إن طفلها يعاني من الفراغ ويعمل على تكرار اي مهمة تقوم بها عند ساعات الصباح ويستمر فيها طوال اليوم دون تعب.

وشددت على حاجة المعاقين ذهنيا وحركيا للرعاية من جهات متخصصة لتوفير اولوياتهم والمتمثلة في الادوية والفيتامينات بجانب حاجتهم لغذاء نوعي، مبدية مخاوفها من ان تتردي صحتهم خاصة أن اطفال التوحد قابلين لان يكونوا شرسين مع رصفائهم. واضافت “قطعت شوطاً كبيراً في علاج ابني وأخشى ان يتراجع صحيا”.

وافادت معاقة حركيا انهم يعانون من شح الاسرة والمراتب ولفتت لصعوبة ان ينام المعاق حركيا على الارض كما اشارت للمعاناة في استخدام التواليت غير المهيأ لذوي الإعاقة، واكدت انها تتوكأ على عصا مكسورة تعيقها في المشي ولاتملك المال لشراء أخرى جديدة.

يشكو معاقون من صعوبات جمة في مراكز الايواء -سودان تربيون
ويضم مركز دياب 50 أسرة -234 شخصا- بينهم 35 معاق حركيا 6 معاقين ذهنيا و15 رجل يعيشون في “مظلة” بالمبنى كما تمت استضافة 4 اسر لديها مصابين بمرض السرطان لكن المركز لم يتلق أي مساعدات لأكثر من شهر ونصف

وقال مشرف مركز دياب لذوى الاعاقة الحركية والذهنية حسين الشيخ لسودان تربيون إن المركز يزدحم بالأسر ويعيش بعضهم في فناء المقر وانهم بحاجة الى غرف تأويههم خاصة أن الشتاء على الأبواب.

واضاف الشيخ ان المركز يعاني كذلك نقصاً في المؤن الغذائية وفي الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة ويعتمد في تسيير اوضاعه على المعاقين نفسهم موكدا ان الوضع بصورة عامة لا يتناسب مع المعاقين حركيا خاصة انهم بحاجة لاهتمام أكبر.

وفي مدرسة الاعاقة الذهنية التي اتخذها المكفوفين مأوى الحصول على الماء يواجه المكفوفين هناك أوضاعا قاسيا مع اضطرارهم لنقل المياه من خارج المركز ويستعصي عليهم تفادي الوحل على الجنبات اثناء حملهم أواني المياه الكبيرة.

وقال مشرف مركز المكفوفين مرتضى احمد ابو الحياء انهم يعانون من شح المؤن الغذائية وعدم انتظام المنظمات بتوزيع الإغاثة ويعتمد المكفوفين في العادة على وجبتين وأكثر الأوقات يظلون دون طعام.

وأضاف لسودان تربيون ” اليوم لا نملك سوى وجبة عدس ولانملك ثمن الخبز ونجعل شراءه باجتهاد من الأسر”.

وتحدث المسؤول كذلك عن عدم وجود أموال لتسيير أوضاع المركز ولا قدرات لمواجهة الحالات المرضية الطارئة.

وتقول نجلاء المقيمة في المركز مع اسرتها وثلاث من اشقائها المكفوفين ان الحصول على الوجبات بشكل منتظم من أصعب المسائل التي تواجههم بجانب عدم توفر الادوية لأصحاب الامراض المزمنة.

وقالت لسودان تربيون ” في كثير من الأحيان نظل دون طعام وتوقفت المنظمات عن مد يد العون للمراكز”.

وتابعت “حتى الاشياء الخاصة بالنساء لاتصل بانتظام ونعاني من صعوبة شرائها وتوفيرها ويضم المركز 35 كفيفة.

أما مركز ايواء الصم والبكم فيستضيف 17 اسرة و186 شخص جميعهم يشكون من انعدام الاسرة وصعوبة الحصول على المياه وان وجدت تكون مالحة بجانب انتشار الباعوض وقلة الناموسيات ما يؤدي لتفشي الملاريا دون قدرة على شراء العلاج.

وقالت سوسن لسودان تربيون انهم يعتمدون في الطعام على الجهد الذاتي اذ يعمل الاباء في غسيل السيارات بشارع النيل.

وقالت مديرة المركز التومة حسن عمر لسودان تربيون إن المعاناة تتزايد عندما لا يكون هنالك طعام ولادواء، وأنها تسعى بمبادرة فردية لتوفير العلاج لأصحاب الأمراض المزمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى