تضارب تصريحات الجيش والدعم السريع حول تدمير شحنة أسلحة خلال قصف نيالا
الخرطوم – صقر الجديان
تقاطعت تصريحات قادة في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السبت حول تدمير امداد عسكري وصل لقوات الدعم السريع من الامارات في ولاية جنوب دارفور يوم الجمعة.
وجرى تداول مقطع فيديو يظهر طائرة شحن عملاقة يقال انها هبطت في ضواحي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور حاملة شحنة سلاح وإمدادات عسكرية بينها طائرات مسيرة لقوات الدعم السريع.
كما تداول نشطاء على نحو واسع مقطع فيديو يظهر استهداف قصف الطيران لمنازل مواطنين بنيالا، واكد شهود عيان ان الجيش قصف الاحياء بالبراميل المتفجرة ما ادى لمقتل ما لايقل عن عشرة اشخاص بينهم أطفال ونساء.
وقال مسؤول عسكري بارز، إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني دمر إمداداً ضخماً لقوات الدعم السريع بمدينة نيالا يحمل طائرات مسيرة وراجمات صواريخ أوصلتها دولة الإمارات، لكن قيادي في القوات نفى ذلك واتهم الجيش باستهداف المدنيين.
ونفذ الطيران الحربي يوم الجمعة طلعات جوية مكثفة استهدفت مواقع عديدة بمدينة نيالا للمرة الثانية في أقل من شهر ما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وقال المسؤول العسكري الذي فضل حجب اسمه لـ “سودان تربيون” إن “الطلعات الجوية، التي نفذها الطيران الحربي بمدينة نيالا الجمعة، دمرت إمداد اوصلته دولة الإمارات لقوات الدعم السريع يتضمن طيران مسير، وذخائر ضخمة علاوة على راجمات صواريخ متطورة وأنظمة اتصالات حديثة”.
ونفى بشكل قاطع تعمد استهداف المدنيين في المدينة الخاضعة بشكل كامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
غير أن مستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم المتواجد بمدينة نيالا، فند رواية المسؤول العسكري واتهمه بتضليل الرأي العام لإخفاء جرائم استهداف المدنيين.
وقال لـ “سودان تربيون” إن طائرات الانتوف التابعة للجيش السوداني، قصفت بالبراميل المتفجرة ضاحية الرياض وهو حي شعبي لا يمكن أن يتم فيه تخزين السلاح أو الذخيرة، علاوة على حي الإمام وسوق الجمعة وخرطوم بليل وسوق دوماية أقصى غرب نيالا.
ونوه الى أن قوات الدعم السريع لا يمكن أن تلجأ إلى تخزين الأسلحة في المناطق المكتظة بالسكان.
ونفى المستشار بشكل قاطع تلقي دعم خارجي سواء كان طيران مسير او مدافع من أي جهة.
وتابع “لا نمتلك مسيرات حتى يتم تدميرها وإذا كان لدينا أسلحة بهذا الحجم لأخرجناهم خلال 24 ساعة من كل السودان، وكل الاماكن التي تم قصفها هي منازل معروفة لمدنيين”.
وأردف “الذخيرة والاسلحة التي نمتلكها اخذناها عنوة من مخازن الجيش … نحن استلمنا الفرق العسكرية بسلاح القوات المسلحة ولا يأتينا دعم خارجي “.
واتهم المستشار الجيش السوداني، بالكذب بعد أن فشل عسكريا في كل المعارك التي قادها ضد قوات الدعم السريع وأردف “الجيش يسعى جاهدا لتغبيش الحقائق، وهو لا يملك قراره الآن”.
ومنذ 26 أكتوبر، الماضي تسيطر قوات الدعم السريع على كامل ولاية جنوب دارفور، ذات الموقع الاستراتيجي المجاور لدول أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وتحققت سيطرة القوات على الولاية بعد معارك عنيفة قادتها ضد الجيش السوداني حول مدينة نيالا عاصمة الولاية.