تسليح المدنيين في السودان: حل للصراع أم تعقيد له؟
الخرطوم – صقر الجديان
تتصاعد الدعوات إلى تسليح المدنيين في السودان مع تقدم قوات الدعم السريع في اتجاه الجنوب. ويلوح في البلاد شبح الحرب الأهلية بعد ثمانية أشهر من النزاع الدامي على السلطة بين تلك القوات وبين الجيش.
فبعد أن استولت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة وسيطرت على العاصمة ود مدني، واصلت تقدمها في اتجاه الجنوب وسيطرت على عدة مناطق في ولاية سنار المجاورة.
إعلان
ويشكو مواطنون سودانيون من “انتهاكات” ارتكبتها قوات الدعم في مناطق الجزيرة ويخشون تكرارها.
قصص مقترحة
بدأ القتال في الخرطوم في أبريل/نيسان
الصليب الأحمر يعلن مقتل اثنين في هجوم على قافلة مساعدات في السودان
وأطلقت مجموعات تسمي نفسها “المقاومة الشعبية المسلحة” دعوات لتسليح المدنيين في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الأحمر وهي كلها مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.
أما قوات الدعم السريع فتدعو من يشاء من سكان المناطق التي يسيطر عليها إلى التطوع لديها لتسلحيهم. وتقول إن الهدف هو أن يحمي هؤلاء مناطقهم. وفي إحدى قرى شرق الجزيرة قال مواطن، طلب عدم الإفصاح عن هويته، إن “قوات الدعم السريع تسلح عددا من الشباب في كل قرية باسم حماية قريتهم وتسلمهم بنادق كلاشينكوف وعربة أو أكثر بحسب حجم القرية”.
وفي مدينة شندي بولاية نهر النيل، الواقعة على بعد 150 كيلو متر شمالي الخرطوم، دعا محمد بدوي والي الولاية السكان الأسبوع الماضي الى الانخراط في العمل العسكري وقال”سندرب الشباب علي حمل السلاح والدفاع عن الأرض والعرض وحماية أهلهم من التمرد”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وفي مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر الواقعة شرقي البلاد، قال محمد الأمين زعيم قبائل البجا أمام حشد من أبناء قبيلته “نحن جاهزون لحمل السلاح لدحر” قوات الدعم السريع. وتفيد إحصائية رسمية صدرت عام 2018 أن هناك خمسة مليون قطعة سلاح في حوزة المدنيين بمختلف مناطق البلاد.
“خطوات كارثية”
وتثير هذه الدعوات والتحركات مخاوف من توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب أهلية. وقال مسؤول أمني سوداني طلب عدم ذكر اسمه “هذه خطوات كارثية في بلد يعاني أصلا من انتشار السلاح. فكأنما تزيد النار حطبا… هذه مجموعات تحصل علي السلاح ولا أحد يضمن كيف ستستخدمه ولأي أغراض.”
تسليح المدنيين يطيل أمد الصراع
وانتقد شريف محمد عثمان القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية الرئيسية في السودان، هذه الخطوات وقال إن “الموقف الأخلاقي والقيمي هو حث الأطراف على إنهاء الحرب وليس دفع المواطنين إلى المقاومة الشعبية والحشد العسكري ورفع وتيرة القتال لأن هذا سيطيل أمد الحرب” التي أسفرت عن مقتل أكثر من 12 ألف سوداني ونزوح ما يزيد عن 7 ملايين، وفق الأمم المتحدة.
ولدى السودانيين تجارب في تسليح المدنيين أدت إلي تأجيج الصراعات، كما حدث في إقليم دارفور غربي البلاد غداة اندلاع القتال عام 2003 والذي أدى إلى مصرع 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون عن ديارهم. وفقا للأمم المتحدة.
محاولات ديبلوماسية متعثرة
في هذه الأثناء يستمر تعثر الجهود الديبوماسية لعقد لقاء بين الطرفين المتصارعين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، بسبب إصرارهما على موقفيهما.
وكان القائدان قد قبلا قبل أسبوع دعوة للاجتماع في جيبوتي ، وجها لوجه، من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد). لكن اللقاء تأجل بسبب عدم تمكن حميدتي من الوصول إلى جيبوتي لعقد اللقاء لأسباب فنية طبقا لبيان وزارة الخارجية في جيبوتي.
ويقول البرهان إن الطريق نحو إنهاء الحرب يمر عبر خروج قوات الدعم السريع من المدن السودانية وولاية الجزيرة، وعودة الممتلكات المنهوبة وهو ما يرفضه محمد حمدان دقلو.