المساعدات على أبواب دارفور.. بداية للحل السياسي؟
الخرطوم – صقر الجديان
أمل جديد يطرق أبواب النازحين الفارين من نيران الحرب في السودان الذين يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، باقتراب دخول المساعدات الإنسانية بتسهيل من المنظمات الإنسانية عبر مسارات متعددة من تشاد ومصر وجنوب السودان.
موافقة الجيش السوداني على فتح الحدود والمطارات لتوصيل المساعدات الإنسانية عدها محللون “باب حل وبادرة أمل” لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد.
وسبق أن منعت السلطات السودانية دخول المساعدات عبر الحدود إلى منطقة دارفور غربي البلاد التي مزقتها الحرب.
ووفق الكاتب والمحلل السياسي، عبداللطيف أبوبكر، فإن موافقة الحكومة السودانية، على فتح الحدود والمطارات لتوصيل المساعدات الإنسانية خطوة إيجابية لإنقاذ ملايين النازحين الفارين من نيران الحرب.
وأوضح أبوبكر في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن الموافقة على دخول الغذاء والدواء، ستجنب البلاد شبح المجاعة الذي يلوح في الأفق منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.
وأضاف: “التعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والشركاء، خطوة في الاتجاه الصحيح، من أجل إنقاذ الشرائح الضعيفة المتأثرين بالحرب”.
شبح المجاعة
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبدالرحمن، إن الحكومة السودانية، أفلحت في الموافقة على دخول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بعد ممانعة طويلة، خوفا من استخدام المسارات الحدودية في دخول الأسلحة لتغذية الصراع المُسلح”.
وأشار عبدالرحمن في حديثه لـ”العين الإخبارية”، “المسارات الحدودية والمطارات ستكون مراقبة من السلطات السودانية، لذلك لا خوف من دخول أسلحة تطيل أمد الحرب في البلاد”.
وأضاف: “النازحون في أشد الحاجة إلى الغذاء والدواء، لإنقاذهم من شبح المجاعة، بسبب الحرب الطويلة التي قضت على الأخضر واليابس”.
وتشكل منطقة دارفور الشاسعة، المتاخمة لتشاد، أحد أكثر الأجزاء تضررا في السودان منذ بدء الحرب قبل 10 أشهر بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وفي معركتها الحالية ضد الجيش التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس.
وفر أكثر من 694 ألف شخص عبر الحدود إلى تشاد، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، لكن الأغلبية ما زالت تحت الحصار في دارفور وتحتاج إلى المساعدة.
وأسفرت الحرب عن مقتل الآلاف، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة الجنينة في غرب دارفور وحدها، وفقا لخبراء الأمم المتحدة.
مسارات متعددة
ومع التنديد الدولي، أبلغت وزارة الخارجية السودانية، الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، موافقة الحكومة على استخدام معبر “الطينة” من تشاد إلى الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور) لدخول المساعدات الإنسانية المحددة.
وحددت الخارجية السودانية في بيان اطلعت عليه “شبكة صقر الجديان “، مسارات متعددة: (بورتسودان- عطبرة – مليط- الفاشر)، مسار من جمهورية مصر العربية طريق (البحر الأحمر – بورتسودان- معبر وادي حلفا – دنقلا)، مسار من جمهورية جنوب السودان بواسطة النقل النهري والطريق البري من (الرنك – كوستي)، وكذلك الموافقة على استخدام مطارات الفاشر وكادقلي والأبيض في حالة تعثر الوصول عبر الطرق البرية.
وجددت الحكومة تعهداتها والتزاماتها بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء البلاد عبر الموانئ والمعابر والمطارات داخل الحدود الوطنية.
وحسب البيان، فإن التجربة أثبتت منذ اندلاع الحرب أن الحكومة قد أوفت بكل متطلبات العمل الإنساني مما جنب البلاد كارثة المجاعة وذلك بالتعاون مع المنظمات والشركاء الدوليين.
الوصول إلى الضعفاء
من جهتها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، إنه خلال المناقشات التي أجريت اليوم في وزارة الخارجية السودانية، أُبلغت أن الحكومة السودانية ستسهل وصول المساعدات الإنسانية من تشاد عبر معبر “الطينة” الحدودي إلى دارفور، ومن جنوب السودان عبر معبر “الرنك”، الحدودي إلى كوستي والأبيض – ولاية النيل الأبيض (جنوب) ومن خلال رحلات جوية إنسانية تصل إلى مطارات الفاشر وكادقلي والأبيض.
وذكرت سلامي في بيان اطلعت عليه “شبكة صقر الجديان”، “هذه خطوة جيدة من شأنها أن تسهل إلى حد كبير جهود الأمم المتحدة وشركائها للوصول إلى أشخاص هم في أمس الحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة، وتتوافق مع إعلان جدة الذي يدعو إلى إنشاء ممرات إنسانية آمنة ومستدامة تضمنها أطراف الصراع”.
وأضاف البيان: “سوف نستمر في الدعوة إلى إيجاد المزيد من الطرق الصالحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات الضعيفة”.
وتابع: “لا وقت لنضيعه. نحن الآن على اتصال مع السلطات والأطراف المعنية لضمان تنفيذ إجراءات يمكن التنبؤ بها وخاضعة للمساءلة وفي الوقت المناسب في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن من إعادة قوافلنا الإنسانية إلى الطريق”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع”، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.