هل يساعد الكافيين بالفعل في تخفيف الصداع؟
للكافيين والصداع علاقة معقدة، وفي الواقع، يمكن للكافيين أن يخفف أو يحفز الصداع، اعتمادا على مقدار ما تستهلكه، ومدى تكرار شربه.
ويتوفر الكافيين، وهو منبهات الجهاز العصبي المركزي، في المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية والقهوة والشاي والشوكولاتة وغيرها. وهنا كل ما تحتاج معرفته حول كيفية تأثير الكافيين على الصداع والكمية التي يجب أن تستهلكها للحصول على تأثيرات إيجابية.
قد يساعد الكافيين في تخفيف الصداع:
عادة ما يكون الألم الذي تعاني منه مع الصداع، خاصة الصداع النصفي، ناتجا عن تضخم الأوعية الدموية حول الدماغ، ما يزيد من كمية تدفق الدم إلى الدماغ. ويؤدي هذا التغيير في تدفق الدم إلى عدد من الآليات المعقدة في الدماغ والتي يمكن أن تؤدي إلى الصداع.
ويضيق الكافيين هذه الأوعية الدموية، وهذا يعني أنه يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، ونتيجة لذلك، يمكن أن يساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي.
وبهذه الطريقة، يمكن أن يساعد الكافيين في منع الإصابة بالصداع النصفي في المقام الأول ، وكذلك تخفيف الألم بمجرد الإصابة به بالفعل.
ويمكن أن يساعد الكافيين أيضا في تخفيف الصداع عن طريق تحسين فعالية مسكنات الآلام. وفي الواقع، إنه عنصر أساسي في أدوية تخفيف الآلام التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل Excerdine وAnacin، لأنه يساعد على امتصاص المكونات النشطة في الدواء.
ومع ذلك، هناك العديد من الدراسات المتضاربة حول الصلة بين الصداع وتناول الكافيين، كما تقول إيمي ستيفنز، اختصاصية تغذية مرخصة، حيث وجدت دراسة نُشرت عام 2016 في مجلة Journal of Headache Pain أنه عندما يتوقف مرضى الصداع النصفي عن شرب الكافيين، بعد شربه كل يوم، يصبح الدواء الذي يتناولونه لعلاج الصداع النصفي أكثر فعالية.
ووفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، فإنه ما إذا كان الكافيين يساعد في تخفيف الصداع أو الصداع النصفي يعتمد على عدد مرات الإصابة بها:
-إذا كنت تعاني من نوبات صداع نصفي عرضية، تصل إلى 14 نوبة صداع شهريا، يمكن أن يساعد الكافيين، ولكن فقط إذا حددته بما لا يزيد عن 200 مغ في اليوم. وما يزيد عن ذلك يحفز خطر إصابتك بالمزيد من الصداع أو الصداع النصفي.
إذا كنت تعاني من صداع يومي، فعليك تجنب الكافيين تماما
يمكن أن يسبب الكافيين أيضا الصداع، وبالتالي فإن شرب الكثير من الكافيين لن يساعد في تخفيف الآلام. وعلى سبيل المثال، إذا قمت بزيادة تناول الكافيين، ولكن لا تزيد من كمية المياه التي تشربها، فيمكن للكافيين أن يسبب صداعا بشكل غير مباشر عن طريق التسبب في زيادة الجفاف.
وإذا توقفت فجأة عن تناول الكافيين أو قللت من تناوله بعد تناوله بانتظام، عادة أكثر من 200 ملغ يوميا لأكثر من أسبوعين، فقد تشعر بأعراض انسحاب الكافيين.
ووفقا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، فإن الصداع هو العارض الرئيسي لانسحاب الكافيين.
ويضيق الكافيين الأوعية الدموية حول الدماغ، لذلك بمجرد أن تتوقف عن تناوله بانتظام، فإنها تتوسع. وهذا يسبب زيادة كبيرة في تدفق الدم إلى المخ، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى الصداع النصفي.
وتقول ستيفنز: “إذا كنت ترغب في الإقلاع عن الكافيين، فلا تتوقف فجأة. قلل من تناوله تدريجيا على مدار أيام قليلة. ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل صداع الانسحاب الشديد”.
ما هي كمية الكافيين التي يجب أن تستهلكها لتخفيف الصداع؟
بشكل عام، تقول ستيفنز إنه من المهم تناول الكافيين باعتدال. وبهذه الطريقة، يمكنك تجنب أي نوبات انسحاب محتملة.
وأوضحت: “الكمية المناسبة أقل من 400 مغ من الكافيين يوميا”. وهذا ما يقرب من كوبين إلى أربعة من القهوة، اعتمادا على مدة تخميرها، بالإضافة إلى مدى قوة القهوة التي تشربها.