السودان.. إدانات ومطالبات بالتحقيق في مقتل 100 شخص بالجزيرة
مجلس السيادة اتهم "الدعم السريع" بالمسؤولية عن "المجزرة" فيما قالت الأخيرة إنها هاجمت 3 معسكرات للجيش
الخرطوم – صقر الجديان
أدانت منظمات ومؤسسات سودانية وأممية، الخميس، مقتل 100 شخص في قرية ود النورة بولاية الجزيرة (وسط)، وطالبت بإجراء تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وفجر الخميس، اتهم مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، قوات “الدعم السريع” بارتكاب “مجزرة” في القرية، قتلت فيها “عددا كبيرا من الأبرياء”، بينما قالت الأخيرة إنها هاجمت 3 معسكرات تضم عناصر من الجيش والمخابرات ومتطوعين.
** استخدام أسلحة متفجرة
بدورها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان: “لقد صدمت من التقارير التي أفادت بوقوع هجمات عنيفة وارتفاع عدد الضحايا في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، الأربعاء”.
وأضافت: “في حين أن الأمم المتحدة لا تملك حتى الآن التفاصيل والحقائق الكاملة لأحداث أمس (الأربعاء)، إلا أن هناك تقارير موثوقة عن إطلاق نار كثيف واستخدام أسلحة متفجرة في المناطق المدنية المأهولة بالسكان”.
وطالبت سلامي، “بإجراء تحقيق شامل في ملابسات ما حدث في ود النورة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم”.
وأشارت إلى أن “قوات الدعم السريع قد أكدت علناً أن عناصرها شاركوا في العمليات البرية في هذه المنطقة، الأربعاء”.
من جانبها، قالت وزارة الصحة السودانية، في بيان: “جريمة بشعة للدعم السريع بأبشع الصور، حيث قتلت مدنيين بقرية ود النورة بولاية الجزيرة أثناء اجتياحها للمنطقة، مستخدمة الأسلحة الثقيلة في مواجهة المواطنين، ما خلف مجزرة بشعة”.
وأدانت الوزارة “بشدة هذا السلوك والإبادة الجماعية للمواطنيين، خاصة أن المناطق التي تتواجد بها الدعم يصعب فيها تقديم الخدمات الصحية حتى من قبل المنظمات الدولية والأممية، خاصة للجرحى وأصحاب الأمراض المزمنة”.
** لماذا الصمت الأممي؟
بدوره، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في منشور عبر فيسبوك، إن “قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في قرية ود النورة، ويفوق عدد الضحايا 150 شخصا”.
وتساءل مناوي: “ماذا ينتظر العالم من هذه المليشات (الدعم السريع)؟ وماذا ترجى الدول الداعمة لها (دون تحديد)؟ ولماذا تصمت الأمم المتحدة أمام هذه الحرائم التي ترتكبها دول لها عضوية في كيانها ؟”
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، تسيطر قوات “الدعم السريع” على مدن عديدة في الجزيرة، بينها ود مدني.
كما أدانت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، برئاسة عبد الله حمدوك “انتهاكات قوات الدعم السريع في حق المدنيين في قرى الجزيرة”.
وأضاف متحدث التنسيقية بكري الجاك، في بيان: “فجعنا بالمذبحة التى حدثت في قرية ود النورة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص من المدنيين”.
بدورها، قالت هيئة محامو الطوارئ (غير حكومية) في بيان، إن “الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على قرية ود النورة، والذي أسفر عن مقتل حوالي 100 مدني يعد مثالا مؤلما على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
وأضاف البيان، أن “هذا الهجوم يشكل جريمة خطيرة ضد الإنسانية وانتهاكا صارخا لأحكام القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين”.
ودعا “المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في السودان”.
والأربعاء، اتهمت لجان مقاومة سودانية (ناشطون) “الدعم السريع” بقتل نحو 100 شخص في هذا الهجوم.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.