تفشي «الإسهالات» بين النازحين في القرية (6) بنهر النيل بسبب المياه الملوثة
الدامر – صقر الجديان
يُنذر الوضع الصحي في القرية (6) بمدينة الدامر بولاية نهر النيل، والتي تستضيف أكثر من ألفي نازح، بكارثة إنسانية ووفيات بسبب تفشي الإسهال المائي، بالإضافة إلى حالات عديدة من مرض البلهارسيا بين السكان المكتظين في القرية.
ويعاني النازحون من نقص حاد في مياه الشرب، خاصة مع بداية فصل الخريف.
وفي مطلع مايو الماضي، صعّدت السلطات في ولاية نهر النيل شمال السودان، وتيرة حملاتها لترحيل النازحين من المدارس المختلفة، وأرسلت لهم خطابات تطالبهم بإخلاء المدارس، مما اضطرهم للاختيار بين الذهاب إلى القرية 6 أو مواجهة مصيرهم.
وقال محمد أحمد سليمان، أحد النازحين في القرية، لـ«سودان تربيون»، إن عدداً من الوافدين يضطرون لبيع جزء أو كل المساعدات الغذائية التي يحصلون عليها لتوفير المال لشراء علاجات خاصة للأطفال.
وأضاف أن القرية تفتقر إلى أخصائيين في طب الأطفال أو كوادر متخصصة.
وأكد النازحون لـ«سودان تربيون» أن القرية تعاني من نقص شديد في الأدوية، مع وجود بعض المسكنات والأدوية مثل البندول. وأشاروا إلى عدم وجود مستشفى يعمل بكامل طاقته ونقص سيارة إسعاف للحالات الطارئة.
وأشار سليمان إلى انتشار حالات إسهال حادة والتهابات معوية بسبب المياه الملوثة المتوفرة بنسبة 30 في المئة فقط.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر طبية في القرية تعرض الأهالي لأنواع من البكتيريا والطفيليات الموجودة في المياه الملوثة، مما أدى إلى ظهور حالات إسهال مستمرة.
وأشار سليمان إلى تكدس ثلاث عائلات مختلفة في منزل واحد بسبب الازدحام الكبير وزيادة عدد الوافدين مؤخراً، وأعرب عن أمله في تدخل المنظمات المختلفة لتشغيل مستشفى القرية وتوفير سيارة إسعاف والأدوية اللازمة.
وتستضيف ولاية نهر النيل 11 % من إجمالي النازحين داخلياً في السودان، وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، الصادرة في الثالث والعشرين من فبراير الفائت.
وطرحت عائشة آدم، إحدى سكان منطقة بحري بمركز العزبة، تساؤلات حول الأوضاع الحالية في القرية، مؤكدة أنها تكافح لتوفير الطعام لأطفالها الخمسة بعد رحيل والدهم.
وأوضحت أنها تعاني من صعوبة في الرؤية بعد إصابتها أثناء المعارك، وأن عملها في بيع المواد الغذائية البسيطة لا يغطي احتياجات الأطفال.
وشُيدت القرية قبل 17 عاماً، وتصدعت العديد من منازلها، كما انهارت حمامات في منازل أخرى.
ويطالب ناشطون بتصنيف القرية كمنطقة غير صالحة للسكن.
ويؤكد عبد الرحمن آدم أحمد، وهو سائق قادم من أم درمان، لـ«سودان تربيون» أن القرية تفتقر لمصادر دخل، حيث يعتمد الأهالي على المساعدات أو التحويلات المالية.
وأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وصعوبة الحصول عليها.
وأكد أن المياه تنقطع لمدة يومين أو ثلاثة، مما يجبر القريبين على جلب المياه من الترعة، بينما يضطر الآخرون لاستئجار عربات لنقل المياه أو قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام.
ويوضح صلاح أحمد علي، عضو لجنة الخدمات بالقرية 6، لـ«سودان تربيون» أن هناك نقصاً حاداً في المياه، مع تفاقم أزمة الإسهال المائي والبلهارسيا والتيفويد والملاريا بسبب المياه الملوثة.
وأكد أن الترعة تجف لثلاثة أيام، مما يضطر الوافدين إلى شرب مياه راكدة ملوثة.
وطالب صلاح بتقديم المساعدات الفورية لأهالي القرية وتوفير مياه شرب نظيفة، مشيراً إلى أن محطة تنقية المياه لا تعمل بسبب نقص 6 مضخات، على الرغم من وجود 3 آبار جاهزة.
وأشار إلى أن عدد الوافدين في القرية وصل إلى 2250 أسرة، بينما المياه الموجودة تكفي نحو 450 أسرة فقط، وأكد أن الكهرباء غير متوفرة رغم الموافقة على تركيب محولين بقيمة 24 مليون جنيه.
ونفت حكومة ولاية نهر النيل في نهاية أبريل الفائت إخلاء الوافدين قسريًا، مؤكدة أنها ستجهز المأوى المناسب لهم أولاً.
وتضم الولاية نحو 288 مركز إيواء، بينها 95 مركز في مدينة عطبرة.
ونزحت نحو 17 ألف أسرة إلى مدينة بربر، وتم ترحيل أعداد منهم مؤخراً.