الأمم المتحدة تدعو لدعم مالي “عاجل” لمنع المجاعة في السودان
عقب تقرير أممي ذكر أن استمرار الصراع "أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن مجاعة من المرجح أن تستمر حتى أكتوبر المقبل"..
الخرطوم – صقر الجديان
دعت الأمم المتحدة، الجمعة، المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي “بشكل عاجل” لمنع حدوث مجاعة في السودان.
جاء ذلك في بيان لمكتب منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان كليمنت نكويا سلامي.
وفي البيان، أكدت سلامي على “الحاجة إلى التدخل العاجل في ظل تأكيد الخبراء على ظروف المجاعة” في السودان.
وأضافت: “نناشد المجتمع الإنساني بالسودان توفير الموارد العاجلة والوصول الإنساني دون عوائق، عقب تقرير جديد يؤكد وجود ظروف مجاعة محلية في شمال دارفور”.
والخميس، ذكر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات)، أن “الصراع المستمر في السودان أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين (بولاية شمال دارفور) إلى براثن المجاعة”.
وأوضحت المنسقة الأممية أن التقرير “يعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض”.
وأشارت إلى أن الأزمة في السودان “من صنع الإنسان، ويمكن حلها إذا التزم جميع الأطراف وأصحاب المصلحة بمسؤولياتهم والتزاماتهم تجاه السكان المحتاجين”.
وأكدت أن “استمرار الصراع تسبب في النزوح وتعطيل الخدمات الأساسية وتدمير سبل العيش وتقييد الوصول الإنساني بشدة”.
وقالت سلامي أنه “على الرغم من الحاجة الهائلة، لا يزال العاملون في مجال الإغاثة يواجهون تحديات كبيرة في الوصول الإنساني، بما في ذلك الصراع النشط وانعدام الأمن والعوائق المنهجية مثل الحرمان المتعمد من الوصول”.
وتابعت: “لمنع المجاعة واسعة النطاق من الانتشار، يتعين على المانحين زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل، مع استخدام الوسائل الدبلوماسية للدفع نحو فتح الوصول الإنساني”.
وأضافت: إذا لم يحدث ذلك، فسوف نشهد وضعا أكثر كارثية”.
وذكر بيان المكتب الأممي أن “ظروف المجاعة مستمرة في مخيم زمزم للنازحين اعتبارا من يونيو/ حزيران الماضي، ومن المرجح أن تستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل”.
ورجح البيان أن يواجه الناس “ظروفا مماثلة في منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة”.
وأضاف: “من المعقول أن تؤثر ظروف مماثلة على مواقع أخرى للنازحين داخليا في منطقة الفاشر بشمال دارفور، وخاصة مخيمي أبو شوك والسلام”.
ولفت البيان إلى أن “السودان يواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه (25.6 مليون شخص) من الجوع الحاد، ويشمل ذلك أكثر من 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة من الجوع”.
بالإضافة إلى أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية في دارفور (غرب) وجنوب وشمال كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) والجزيرة(وسط) والخرطوم، وفق البيان.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 18 ألف و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.