الطيران الحربي يهاجم مواقع في دارفور وولاية الجزيرة
دارفور – صقر الجديان
شنَّ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الثلاثاء، غارات جوية مكثفة على مدن الضعين والفاشر والطويشة في إقليم دارفور- غرب-، والحصاحيصا بولاية الجزيرة، وسط السودان، مما أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا في صفوف المدنيين.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الضعين، العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات التي ينتمي إليها غالبية جنود وقادة قوات الدعم السريع، بعد أن تمكنت من إبعاد الجيش من عموم شرق دارفور.
وظلت المدينة خلال الأشهر الماضية تتعرض بين الحين والآخر للاستهداف بواسطة الطيران الحربي.
وقال أبو بكر الصندلي، وهو صحفي من مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، لـ”سودان تربيون”، إن “مستشفى الضعين التعليمي تعرض للقصف بواسطة الطيران التابع للقوات المسلحة، مما أدى إلى مقتل 15 شخصًا على الأقل، بينهم سبع سيدات وطفلان، بالإضافة إلى عشرات المصابين”.
وأشار إلى أن الغارات الجوية أصابت كذلك مركز إيواء للنازحين في مدرسة “الخنساء” المتاخمة لمستشفى الضعين، مما أسفر عن إصابة سبعة نازحين ودمار هائل طال المركز المكتظ بالنازحين.
واعتبر القصف الذي نفذه الجيش على الضعين، المأهولة بالسكان، يُعد جريمة ضد الإنسانية وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وطالب المنظمات الدولية والمجموعات الحقوقية بضرورة التحرك لإيقاف الطيران الحربي ومنعه من استهداف المدنيين في إقليم دارفور.
وبثَّ ناشطون مقاطع فيديو أظهرت أعدادًا كبيرة من الضحايا الذين سقطوا جراء البراميل المتفجرة التي أسقطتها المقاتلات الحربية التابعة للقوات المسلحة.
إلى ذلك، قصفت المقاتلات أهدافًا في مدينة الطويشة التابعة لولاية شمال دارفور، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين، وتدمير ما يزيد عن 30 منزلًا، وفق ما أفاد به ناشطون في المدينة لـ”سودان تربيون”.
كما استهدفت الطائرات الحربية مواقع في حي “الوحدة” جنوب شرق الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
من جهته كشف المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ”سودان تربيون”، عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 18 آخرين وصلوا إلى مستشفى السلاح الطبي، كما تحدث عن مقتل خمسة آخرين وإصابة أربعة جراء أحداث مدينة الطويشة الواقعة في الجزء الشرقي من ولاية شمال دارفور.
وردًا على الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي، نفذت قوات الدعم السريع قصفًا مدفعيًا عنيفًا على شرق الفاشر، استهدف مواقع مكتظة بالمدنيين في الأحياء الشمالية من المدينة، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
ومنذ العاشر من مايو، تشهد الفاشر، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع، مما تسبب في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، معظمهم سقطوا بمدفعية قوات الدعم السريع، فيما أجبرت المواجهات ما يزيد عن 500 ألف شخص على الفرار نحو الولايات الشمالية وجبل مرة.
تنديد بالقصف
وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، في بيان، إن طيران الجيش نفذ غارة جوية،الثلاثاء استهدفت المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة، مما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات بين المدنيين جارٍ حصرها.
من جهتها، أفادت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بأن سلاح الجو استهدف مستشفى الضعين في ولاية شرق دارفور، مما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح ، بما في ذلك أفراد من الطاقم الطبي.
وأدانت اللجنة التمهيدية القصف، وعدّته “عملاً غير مقبول وغير مبرر وجريمة تستوجب الإدانة”.
وطالبت القوات المسلحة والدعم السريع بحماية المدنيين وعدم استهدافهم أو استخدامهم كدروع بشرية، والالتزام بما تنص عليه جميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات.
وفي الخرطوم، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين استهداف الطيران لمنزل المعلم خالد مأمون في ضاحية أمبدة غرب العاصمة، مما أدى إلى استشهاد جميع أفراد أسرته، بمن فيهم زوجته التي تعمل معلمة أيضاً. في حين تتضارب الأنباء حول مصير خالد بعد دخوله المستشفى في حالة حرجة.
وشجبت اللجنة في بيانها ما أسمته “السلوك الهمجي” الذي يمارسه سلاح الطيران، دون مراعاة لأدنى قواعد السلامة، ودون تجنب مساكن المواطنين، حيث يتم قصفهم عشوائيًا.
من جهتها، نددت حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل بقصف طيران الجيش للمواطنين في مناطق الضعين والطويشة والحصاحيصا وسنار.
وقال المتحدث باسم الحركة، ضو البيت يوسف، في بيان إن المواطنين تفاجأوا بالضرب العشوائي للطيران واستهدافه المستشفيات ومنازل المواطنين.
وأضاف: “استهدف الطيران عنبر الولادة والباطنية- رجال، بمستشفى الضعين التعليمي ومدرسة الخنساء التي يسكن فيها أعداد كبيرة من النازحين، مما أدى إلى مقتل 9 أفراد، معظمهم من النساء، وجرح 17 آخرين”.
كما أدانت حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي قصف الطيران للمواقع المدنية في دارفور والجزيرة، واعتبرته تأكيداً على السلوك القديم المتجدد المتبع منذ عقود الإبادة الجماعية في دارفور ومناطق مختلفة من السودان.
وناشدت الحركة مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي باتخاذ خطوات وإجراءات عملية لفرض حظر الطيران الحربي في كافة مناطق السودان من أجل وقف إراقة دماء الأبرياء.