منظمة حقوقية تتهم الجيش والدعم السريع بإعدام معتقلين والتمثيل بالجثث
الخرطوم – صقر الجديان
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الجيش وقوات الدعم السريع بإعدام معتقلين وتعذيبهم والتمثيل بالجثث.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير حصلت عليه “شبكة صقر الجديان” الخميس: “إن الجيش وقوات الدعم السريع والمقاتلين التابعين لهما أعدموا خارج نطاق القضاء وعذبوا وأساءوا معاملة أشخاص في عهدتهم، ومثلوا بالجثث”.
وأفادت بأنها حللت 20 مقطع فيديو وصورة واحدة لـ 10 حوادث، جرى تحميلها على منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة من 24 أغسطس 2023 إلى 11 يوليو 2024، منها ثمانية فيديوهات وصور لأربعة حوادث إعدام بإجراءات موجزة، بما في ذلك إعدامان جماعيان لـ 40 شخصًا على الأقل.
وبيّنت أن أربعة مقاطع تكشف تعذيب وسوء معاملة 18 معتقلًا، بعضهم مصاب، فيما تُظهر تسعة مقاطع تشويه ما لا يقل عن ثماني جثث.
وتابعت: “العديد من المعتدين والضحايا كانوا يرتدون زيًا عسكريًا، فيما كان بعض الضحايا يرتدون ملابس مدنية. وفي جميع الحوادث، يبدو أن المعتقلين غير مسلحين ولا يشكلون أي تهديد لخاطفيهم، وفي العديد منها كانوا مقيدين.”
وتُعتبر عمليات الإعدام بإجراءات موجزة وسوء معاملة المعتقلين وتعذيبهم، غير قانونية بموجب القانون الدولي الذي يحظر انتهاكات الكرامة الإنسانية والتشويه والمعاملة المهينة وتشويه الجثث.
فظائع الدعم السريع
وأشارت المنظمة إلى أن ثلاثة مقاطع فيديو تُظهر إعدام قوات الدعم السريع لـ 21 أو 23 رجلًا على مشارف مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، حيث سيطرت على المدينة في 20 يونيو الماضي.
وقالت إن مقطع فيديو حمّل على موقع “X” في 28 يونيو 2024، يُظهر 21 رجلًا محتجزين وغير مسلحين، كثير منهم يرتدون زي الجيش والبعض الآخر بملابس مدنية قرب برج اتصالات يقع على بُعد 1.5 كيلومتر من الفولة.
وأضافت: “يحيط مقاتلو الدعم السريع بالمحتجزين ويرفعون بنادقهم في الهواء ويدفعون أحدهم إلى الأرض، ثم يظهر مقاتل من الدعم السريع ويطلق النار على أربعة منهم على الأقل، واحدًا تلو الآخر. ومع إطلاق المزيد من الطلقات يتحرك مقاتلون آخرون أمام الكاميرا، مما يحجب المشهد.”
وأفادت بأن مقطع فيديو آخر، حمّل على تطبيق تليجرام في 20 يونيو 2024، يوضح نفس المشهد حيث يقف العشرات من مقاتلي الدعم السريع فوق الجثث، فيما يقول الشخص الذي يصور: “إنه لا يزال على قيد الحياة… خذوه.”
وأوضحت بأنه بعد ذلك “يُسمع صوت طلقة واحدة ويصاب رجل يرتدي زي الجيش بينما تُطلق طلقة ثانية خارج الكاميرا، وذلك قبل أن يتوقف الشخص على الأرض عن الحركة.
ثم تتحرك الكاميرا وتظهر شخصين آخرين بلا حراك على الأرض على مسافة من المجموعة الرئيسية، بينما تحيط الدماء بأحد الرجلين الذي كانت يداه مقيدتين.”
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها حللت ثلاثة مقاطع فيديو وصورة واحدة لمقاتلي الدعم السريع، خلال تنفيذهم عمليات إعدام أو في أعقابها، أثناء الهجوم على غرب كردفان؛ حيث أعلنت الدعم السريع في 30 أكتوبر 2023 بدء “عملية لتحرير مطار بليلة وحقول النفط” على بعد 60 كيلومترًا من الفولة.
وذكرت أن أحد مقاطع الفيديو، حمّل على قناة تليجرام في 31 أكتوبر 2023، يظهر اللحظات التي أعقبت إعدام مقاتلي الدعم السريع 14 معتقلًا أعزلًا، بعضهم يرتدي زي الجيش والبعض الآخر ملابس مدنية، في موقف سيارات قرب المطار.
وتابعت: “يظهر في الفيديو تسعة أشخاص على الأقل، بعضهم يرتدي زي الدعم السريع، وهم يحيطون بالجثث، وبينما يقترب الشخص الذي يصور من الجثث، تظهر بركة من الدماء تحيط بمعظم الضحايا.”
وأفادت بإعدام اثنين من المعتقلين على يد مقاتلي الدعم السريع على بعد 12 كيلومترًا جنوب شرق الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفقًا لمقطع فيديو حمّل على منصة “X” في 8 مايو 2024.
وقالت إن الفيديو يؤكد إطلاق مقاتلي الدعم السريع 25 طلقة على جنديين من الجيش، بينما يشير المصور إلى جثة ثالثة على بعد أمتار قليلة، فيما تظهر جثة رابعة ملفوفة بقطعة قماش ترقد داخل مبنى مهجور قريب.
اتهامات للجيش
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إنها حللت مقطع فيديو حمّل على وسائل التواصل الاجتماعي في 5 أكتوبر 2023، يظهر إعدام ثلاثة معتقلين على يد الجيش في أم درمان، التي كانت تخضع لسيطرته جزئيًا آنذاك.
وذكرت أن الفيديو يوضح خمسة رجال مسلحين، يبدو أن أحدهم يرتدي الزي الكامل لشرطة الاحتياطي المركزي وآخر يرتدي سراويلها، وهم ينقلون ثلاثة معتقلين بملابس مدنية في فناء بين المباني.
وأردفت: “يبدو أن المعتقلين الثلاثة أطفال تحت سن الـ 18 عامًا، وهم معصوبو الأعين وعراة الصدر، وكان أحدهم مغطي القدم بالضمادات. أجبرهم الجنود على النزول إلى حفرة وقال أحدهم: (هؤلاء مرتزقة… قناصة) وأطلق ثلاثة جنود النار 31 مرة على الأشخاص في الحفرة خلال الثواني الـ 44 التالية.”
التعذيب
وقالت المنظمة إنها حللت أربع حوادث تؤكد قيام جنود الجيش ومقاتلي الدعم السريع بتعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم بشكل متكرر.
وأفادت بأن مقطع فيديو رُفع على تليجرام في 7 نوفمبر 2023، يُظهر العديد من الرجال المسلحين، بعضهم يرتدي زي الجيش، وآخرون يرتدون سراويل تمويه لشرطة الاحتياطي المركزي، والبعض يرتدي ملابس مدنية، وهم يعذبون ستة معتقلين معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، ويضربونهم بالعصي.
وتعتبر شرطة الاحتياطي المركزي فصيلًا قتاليًا تابعًا لقوات الشرطة، تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات فظيعة بحق المحتجين السلميين الرافضين للحكم العسكري قبل اندلاع النزاع الحالي.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها حللت مقطع فيديو نُشر على تليجرام في 5 نوفمبر 2023، يكشف حادثة إذلال وتعذيب على يد مقاتلي الدعم السريع في مطار بليلة بولاية غرب كردفان.
وبيّنت أن مقطع فيديو، حمّل على منصة “X” في 24 أغسطس 2023، سُجل في منطقة العزوزاب بالخرطوم، يكشف ستة رجال مسلحين، أحدهم يرتدي زي الدعم السريع، أثناء إجبارهم تسعة معتقلين يرتدون ملابس مدنية وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، بينهم رجل مسن، على الزحف والمشي على ركبهم في شارع حصوي.
اتهامات إضافية
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها وثقت خمس حالات شوه فيها جنود الجيش جثث مقاتلين من قوات الدعم السريع، بما في ذلك حالة واحدة سخروا فيها من الرؤوس المقطوعة.
وذكرت أن أربعة مقاطع فيديو لحادثة تظهر جنود الجيش يشعلون النار في جثث “بعد إعدامهم على الأرجح”، دون أن تتمكن من التحقق من الموقع بشكل مستقل.
ونقلت عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة امتلاكها أدلة فيديو موثوقة، نُشرت على الإنترنت، تُظهر أن العديد من الطلاب الذين يسافرون بالطريق البري إلى الأبيض “ربما تعرضوا للذبح على أيدي رجال يرتدون زي الجيش في المدينة”، لأن الضحايا كانوا يُعتبرون من أنصار الدعم السريع بناءً على عرقهم المفترض.
وقالت إن المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، والمتحدث باسم الدعم السريع، المقدم الفاتح قرشي، لم يردا على ملخص تفصيلي لنتائج تقريرها أُرسل عبر البريد الإلكتروني في 19 أغسطس الحالي.