تزايد المطالبات باجراء اصلاحات في تحالف تنسيقية القوى المدنية “تقدم”
الخرطوم – صقر الجديان
بعد ثلاثة أشهر من مؤتمرها التأسيسي، ظهرت دعوات للإصلاح داخل تحالف القوى المناهضة للحرب في السودان، “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)”، من خلال تصريحات وبيانات أصدرتها المجموعات المنضوية تحت لوائه.
وأصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، أحد أبرز الكيانات المنضوية تحت راية التحالف، نداءً عاجلًا لإنهاء الصراع المدمر في السودان، مسلطة الضوء على الوضع الإنساني المزري والحاجة الملحة لإصلاح تحالف “تقدم”.
وأكدت الحركة في بيانها الصادر في الرابع من سبتمبر الحالي على ضرورة الإصلاحات داخل التحالفات القائمة، بما في ذلك تحالف “تقدم”، الذي تعد عضوًا فيه، لتحقيق الكتلة الحرجة المطلوبة لوقف الحرب والعودة إلى منصة ثورة ديسمبر.
وعقب يومين من إصدار الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي بيانها، صدر بيان آخر يجدد المطالبة بإصلاح التحالف، وقع عليه هذه المرة التيار الثوري الديمقراطي وتحالف القوى المدنية لشرق السودان، أحد كيانات “تقدم”.
وطالب البيان المشترك بـ “إصلاح التحالفات السياسية القائمة وتقويتها بما يضمن قدرتها على مواجهة التحديات التي يواجهها السودان اليوم، وبما يكفل تمثيل التنوع السوداني العريض والشباب والنساء داخلها”.
وكان التيار الثوري أعلن سابقًا عن قراره إرسال رسائل إلى قيادة التحالف، موضحًا وجهة نظره بشأن الإصلاحات الضرورية والتأكيد على الحاجة إلى العمل المشترك لتحقيق الكتلة الحرجة المطلوبة لإنهاء الحرب.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم تحالف “تقدم”، بكري الجاك، لـ”سودان تربيون”، أن “تقدم” لم يتسلم أي رؤية أو مقترحات أو خطة إصلاحية من الحركة الشعبية “التيار الثوري الديمقراطي” حتى الآن.
وأشار إلى أن أي تحالف سياسي سيظل بحاجة إلى إصلاحات من أجل تحسين أساليب العمل واختيار الآليات المناسبة، مشيرًا إلى تمثيل الحركة الشعبية – التيار الثوري في هيئة القيادة والأمانة العامة للتحالف.
وتزامن تعيين القيادي في تجمع المهنيين، طه عثمان، في منصب نائب الأمين العام لـ “تقدم”، مع ظهور تيار داخل لجان المقاومة ينادي بتجميد نشاطه بالتحالف احتجاجًا على هذه الخطوة، بعد فشل اللجان في الحصول على المنصب.
ووصف أستاذ العلوم السياسية د. محمد إدريس، في حديثه مع “سودان تربيون”، الدعوات للإصلاح بأنها “طبيعية”، نظرًا للتغييرات المستمرة في المشهد السوداني مع استمرار الحرب وتقلب الأوضاع يوميًا.
ويرى إدريس أن هذه الدعوات للإصلاح من بعض الأجسام المنضوية داخل التحالفات تعكس تباينًا في المواقف بشأن المتغيرات المستمرة في البلاد.
وأشار إلى أن استكمال الأجهزة واللجان وغيرها دائمًا ما يواجه بمطالب للإصلاح نتيجة استخدام التوازنات السياسية في التعيين واختيار المناصب.
وخلال المداولات المستمرة في المؤتمر التأسيسي للتحالف نهاية مايو الماضي، شهدت الجلسات اعتراضات كثيفة على تعيين عدد من السياسيين، ومطالبات من بعض الأجسام داخل التحالف بتعيين نائب للرئيس ومقرر من الأجسام المهنية والثورية.
وأشاد العديد من المتحدثين في جلسات المؤتمر، المنعقد في أديس أبابا في مايو الماضي، بنجاح التحالف في حشد المئات من ممثلي منظمات المجتمع المدني للمشاركة. إلا أن البعض يشير الآن إلى وجود تباينات قوية بين هذه القوى والأحزاب السياسية، نتيجة للحرب القائمة في البلاد وما يتطلبه ذلك من مواقف.
وفي تصريح صحفي في نهاية أغسطس الماضي، نفى رئيس تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر حجر، وجود أي نية لرئيس التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان للقطيعة مع “تقدم”.
وأكد أنه على تواصل دائم مع عرمان، وأن أعضاء الحركة موجودون في أجهزة التحالف التنظيمية، مضيفًا أن التباين في الآراء هو أمر طبيعي ويحدث داخل كل تنظيم، وأن “التباين قد يكون شكليًا، لكن موضوعيًا هم متفقون”.