قادة “الثورية السودانية”: لولا دعم الإمارات لما تحقق السلام
الخرطوم – صقر الجديان
أشاد قادة الجبهة الثورية السودانية، بما وصفوه “الدور المحوري” الذي قادته الإمارات في الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة الانتقالية الإثنين الماضي.
وقال القادة، في تصريحات منفصلة : “لولا الدعم الإماراتي لعملية التفاوض لما تمكنا من التوصل لاتفاق السلام”، واعتبروا أن “ما تحقق بمثابة هدية كبيرة من أبوظبي لشعب السودان”.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي قدمت دعما ماليا وسياسيا للسلطة الانتقالية التي تشكلت عقب الإطاحة بنظام عمر البشير، كما استضافت القادة السودانيين في الحكومة والحركات المسلحة ضمن مساعيها لتمهيد المواقف بما يقود إلى تحقيق السلام.
وأثمرت هذه الجهود توقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة وتحالف الجبهة الثورية في العاصمة جوبا، الإثنين الماضي.
ووجدت الخطوة ترحيبا عربيا وإقليميا ودوليا، لكونها تمهد لطي صفحة عقود من الحرب الأهلية في البلاد.
وقال رئيس مسار الوسط بالجبهة الثورية التوم هجو إن “الإمارات لعبت دورا محوريا في اتفاق السلام الذي وقعناه مع الحكومة السودانية فهي أول دولة بادرت بالتواصل مع حركات الكفاح المسلح لحثها على التفاوض والسلام منذ عزل البشير”.
وأضاف: “الإمارات تتمتع بعلاقات أخوية مميزة مع فصائل الكفاح المسلح، واستثمرت هذا الشي لصالح دفع العملية السلمية في البلاد تحقيقا لتطلعات الشعب السوداني”.
وتابع هجو: “مهما تحدثنا لن نستطيع أن نوفي الأشقاء في الإمارات حقهم، ونقول لهم شكرا لأنكم جعلتم السلام ممكنا في بلادنا بعد أن استعصى لعقود”.
وأبدى هجو تطلعه لأن “تستمر الإمارات بذات الكرم في دعم العملية السلمية في بلادنا”، قائلا: “نحن واثقون من ذلك”.
بدوره، قال أمين الإعلام لحركة جيش تحرير السودان، محمد حسن هارون، إن “الإمارات لعبت دوراً هاماً في اتفاق السلام السوداني لا ينكره إلا مكابر”.
وأضاف هارون ، أن “هذا الدور كان مميزاً وقد ساهمت الإمارات والسعودية وتشاد عبر وفودها وعملت بشكل فعال مع وساطة دولة جنوب السودان بكل انسجام وتوافق استطاعت من خلاله تقسيم الأدوار فيما بينها ما جعل هذا الاتفاق ممكناً”.
وعلى ذات المنحى، أكد رئيس مسار الشمال بالجبهة الثورية، محمد سيد أحمد الجكومي، أن “مساندة الإمارات للمفاوضات السودانية يأتي في سياق اهتمامها بقضايا السلم والاستقرار في البلاد”.
وأضاف: “الدعم الإماراتي للسودان متواصل منذ التغيير بتقديم دعم ملياري نقدي وفي مجال الطاقة والبترول والقمح، كما دعمت العملية التعليمية، وما تم في ملف السلام امتدادا لما ظلت تقوم به السابق”.
وتابع: “الإمارات رفضت تمويل نظام البشير ودعمت خيار الشعب السوداني، ولاحقا دعمت مفاوضات السلام ماليا وسياسيا، وعندما رأت تسلل جهات إلى المفاوضات في محاولة للتأثير السلبي على العملية، قامت بإرسال وفد إلى جوبا والذي شارك في الوساطة حتى أبرم الاتفاق”.
واستطرد: “نشكر الإمارات حكومة وشعبا، وبصفة خاصة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الذي نعتبره رجل السلام الأول في المنطقة، لقد قدم هدية كبيرة للشعب السوداني”.
والإثنين الماضي، شهدت جوبا مراسم توقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، وذلك بعد مفاوضات استمرت نحو عام.
التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سلام ينهي سنوات من الصراع الدامي، يأمل السودانيون أن يعيد صياغة مستقبلهم بعد رحلة ماراثونية لأكثر من عام انخرط فيها الفرقاء في مفاوضات رعاها الاتحاد الأفريقي.