رجاء الجداوي.. ارتدت فستان الزفاف 5 آلاف مرة ورحلت في تابوت حديد
جمعت الفنانة المصرية رجاء الجداوي، التي تحل ذكرى ميلادها الأحد، بين الموهبة والجمال، ومنحها الله قدرا كبيرا من الذكاء أهلها لرسم ملامح حياتها بصورة رائعة، لذا نجحت في مجال الأزياء، وتوهجت في عالم التمثيل.
ولدت نجاة علي حسن الجداوي، الشهيرة باسم رجاء الجداوي في 6 سبتمبر/أيلول 1934، وسط أسرة ثرية بمحافظة الإسماعيلية المصرية، وشاءت الأقدار أن تشتعل الخلافات بين والديها، وعندما استحالت الحياة بينهما حدث الانفصال.
كان عمر رجاء الجداوي وقتها 3 سنوات، وأصرت خالتها تحية كاريوكا على أن تأخذها وتتحمل عبء تربيتها، ومنحتها الحب والدفء والاهتمام.
مرت الأيام وكأنها في سباق وغدت الطفلة فتاة جميلة يطلب ودها كل الشباب، ولم تلتفت رجاء الجداوي لأمور تعطلها عن مستقبلها، وتعلمت 3 لغات هي الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، وبعد ذلك تم تعيينها في قسم الترجمة بشركة إعلانات.
لم تشعر رجاء بأنها تصلح لدور الموظفة، وتمردت على هذا الوضع سريعا، وشاركت في مسابقة ملكة جمال القطر المصري، وفازت باللقب عام 1958، ثم انتقلت للعمل عارضة أزياء وفي عام 1960 قدمت أول عرض لها.
من خلال العمل في مجال الأزياء والموضة تلقت عروضا للتمثيل وتحمست للفكرة، لكنها فوجئت برفض واعتراض من جانب تحية كاريوكا، ومن هنا دب الخلاف بينهما.
كانت كاريوكا تخاف عليها من العمل في الوسط الفني، لكنها وعدتها بأن تنجح دون تقديم أي تنازلات، وبالفعل اقتحمت عالم التمثيل، ومن حسن حظها أن دورها الأول كان في فيلم “دعاء الكروان” للمخرج هنري بركات وبطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
وفي العديد من حواراتها التلفزيونية قالت رجاء إنها كانت تعجز عن الحديث باللغة العربية في فيلم دعاء الكروان لأنها درست اللغة الفرنسية 11 سنة، وكان المخرج يطلب منها تعلم العربية بقسوة، بينما فاتن حمامة تشجعها وتعاملها بلطف شديد.
وفي عام 1970 تزوجت رجاء الجداوي من حارس مرمى النادي الإسماعيلي الكابتن حسن مختار، وكانت تقول عنه إنه إنسان نبيل وإنها تعرفت عليه في السودان وتزوجته بعد 3 أيام.
وأثناء ظهورها في برنامج “صاحبة السعادة” الذي تقدمه الفنانة إسعاد يونس قالت إنها ارتدت فستان الزفاف 5 آلاف مرة وهي عارضة أزياء لكنها لم ترتدِه في الحقيقة.
نجحت رجاء الجداوي على شاشة السينما وقدمت أفلاما مهمة منها “السلم والثعبان، أمير الظلام، موعد على العشاء، إشاعة حب”، وتألقت على شاشة التلفزيون بأعمال متميزة مثل “للعدالة وجوه كثيرة، ابن الأرندلي، عائلة الحاج متولي” كما شاركت الزعيم عادل إمام بطولة مسرحيتي “الواد سيد الشغال” و”الزعيم”.
وبقدر السعادة التي عاشتها تألمت رجاء الجداوي في أيامها الأخيرة، إذ أصيبت بفيروس كورونا المستجد، وعلى أثره تم حجزها في مستشفي العزل بمحافظة الإسماعيلية المصرية وبعد 43 يوما من الصراع مع كورونا لبت نداء ربها، وفي تابوت من الحديد خرجت الجميلة رجاء الجداوي من المستشفى، وهو إجراء طبيعي لمنع انتشار فيروس كورونا الذي أصابها.
رحلت رجاء الجداوي عن الدنيا في 5 يوليو/تموز الماضي لكنها تسكن قلوب محبيها بأعمالها الخالدة، وشخصيتها الجميلة التي يصعب أن تسقط من وعاء الذاكرة.