سفر وسياحة

دبرتابور .. مدينة سياحة سحرت قلوب أباطرة إثيوبيا

 

مدينة دبرتابور بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا، إحدى المدن الكبرى بالإقليم فضلا عن تاريخها العريق الذي يمتد لمئات السنين، حيث تأسست على يد الأمير سيف أرد (1344-1372)، وإن كان تأسيسها بصورتها الحديثة يعود لمطلع القرن الثامن عشر.

ودبرتابور ، والتي تعرف أيضًا بـ “جُرا”، مدينة جبلية تقع على ارتفاع 2706 أمتار فوق سطح البحر، شمال شرق بحيرة تانا، على بعد 50 كيلومترا عن مدينة بحر دار حاضرة الإقليم.

وقال عمدة المدينة ،أببي إمبيال ،إن المدينة من المناطق السياحية المهمة بالبلاد لما تتمتع به من تاريخ قديم على خارطة البلاد، وأضاف توجد بالمدينة مواقع سياحية جاذبة ومعالم ومواقع تاريخية دينية من كنائس ومخطوطات ووثائق تاريخية وقطع أثرية استخدمتها الكنيسة آنذاك .

وأوضح إمبيال، أن المدينة هي مسقط رأس الإمبراطورة تايتو بطول، زوجة الإمبراطور منلك الثاني، وكانت المدينة أيضًا مصدر إلهام الملك تيودروس الثاني لتوحيد إثيوبيا من خلال الثورة الصناعية وتحول المعرفة.

ولفت عمدة المدينة، إلى أن إدارته مصممة على تحقيق رؤية الإمبراطور تيودروس الثاني الذي ظل يسعى لتطوير المدينة من خلال تشجيع المستثمرين.

وأضاف نسعى بكل جهد لاستعادة أمجاد المدينة من خلال الترويج للسياحة والاستثمار؛ فهي أول عاصمة في تاريخ إثيوبيا الحديث عندما اختارها الملك تيودروس الثاني مقراً لحكمه.

ودبرتابور مدينة تاريخية بإقليم أمهرة على بعد 660 كيلو مترا عن العاصمة أديس أبابا، تحتضن العديد من المناطق التاريخية بينها كنيسة مدهاني الم، التي شهد افتتاحها الإمبراطور هيلا سيلاسي، بحضور أربعة أساقفة من مصر.

ويعتبرها بروح زلالم، واحدة من أقدم المدن الإثيوبية وشهدت تعاقب العديد من الأمراء وحكم الأباطرة، مشيرا إلى أنها تحتضن العديد من المعالم التاريخية من الكنائيس والقصور والمعالم الأخرى.

وأوضح زلالم، وهو من سكان المدينة، لـ”العين الإخبارية”، أن مسمى مدينة دبرتابور يعود، لأحد الفلاشا القادمين من إسرائيل يدعى بـ”ردائي”. وقال إن ردائي عندما وصل إلى هذه المنطقة سماها “دبرتابور” لوجه الشبه بينها وجبل دبرتابور التاريخي بفلسطين، مشيرا إلى أنها كانت تسمى قديما بمدينة “جٌرا” .

وأشار زلالم، إلى أن الإمبراطور تيودروس الثاني والإمبراطور يوهانس الرابع جعلوا من المدينة عاصمة لهم بإثيوبيا، وشهد عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي بناء كنيسة دبرتابور يسوع على جبل تابور.

ويتوسط المدينة تمثال الإمبراطور تيدروس الثاني إلى جانب قصره، فالمدينة تتمتع بموقع استراتيجي جعل منها مركزا ومنطلقا لتوحيد البلاد، إذ تعاقب على حكمها العديد من الأمراء.

وتابع زلالم، حديثه حول تاريخ المدينة، وقال إن حاكم المدينة بالتشاور مع سكانها قام بتشييد تمثال تيدروس تذكيرا للدور الذي لعبه الامبراطور في توحيد الشعوب ووحدة البلاد وتوعية الشعب عن تاريخه وبطولته.

وأضاف أن اختيار الإمبراطور لهذه المدينة جاء لموقعها الاستراتيجي ومن أجل توحيد البلاد بعد ما كانت يحكمها عدة أمراء.

والإمبراطور تيدروس الثاني، حكم إثيوبيا في الفترة من عام 1855 حتى وفاته منتحراً سنة 1868، يعدّ المؤرخون عصره بداية إثيوبيا الحديثة ونهاية ما سُمي بـ”عصر الأمراء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى