وباء جديد يهدد الأطفال في جنوب السودان
جوبا – صقر الجديان
يواجه جنوب السودان وباءا جديدا يتجسد في شكل جديد من شلل الأطفال، على ما أفادت سلطات البلد الصحية، الخميس، بعد إعلانها في وقت سابق استئصال “فيروس شلل الأطفال البري”.
وأكد مدير أجهزة الوقاية في وزارة الصحة في جنوب السودان، الطبيب جون باسكال رومونو، رصد 15 حالة من “شلل الأطفال المشتق من لقاح” في شمال غرب البلاد، مضيفا قوله إن “وزارة الصحة وشركاءها يعملون على الأمر وأعتقد أن (الوباء) تحت السيطرة”.
و”فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من لقاح،” مختلف عن فيروس الشلل “البري”، العامل الأصلي المسبب للمرض، والذي تم استئصاله من القارة الإفريقية ولم يعد يسجل سوى في أفغانستان وباكستان.
وهذا الفيروس ناجم عن تحول نادر للفيروس المعدل الذي يحتوي عليه اللقاح.
وكان جنوب السودان، في 25 أغسطس، من الدول الإفريقية الأولى التي أكدت استئصال فيروس شلل الأطفال “البري” عن أراضيها، ما سمح لمنظمة الصحة العالمية أن تعلن رسميا استئصال شلل الأطفال بشكل تام من إفريقيا.
لكن بعد بضعة أيام، ظهر شلل الأطفال مجددا في السودان بعد أكثر من عقد على استئصاله، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أشارت، في يونيو الماضي، إلى أنه قد تم الإبلاغ عن سلالة متحورة من فيروس شلل الأطفال في أكثر من 30 دولة.
ويلفت خبراء إلى أن التركيز على مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد حول العالم قد يخلق بيئة تساهم في تطور أمراض أخرى، لا سيما لدى الأطفال.
وفي مايو، قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة والتحالف العالمي للقاحات والتحصين إن حوالي 80 مليون طفل في جميع أنحاء العالم قد يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها بطريق التطعيم مثل شلل الأطفال والدفتريا (الخناق) والحصبة، بسبب تعطل التطعيمات الروتينية خلال جائحة كوفيد-19.
وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين في بيان مشترك إن البيانات تظهر أن “توفير خدمات التطعيم الروتينية تعطلت إلى حد كبير في ما لا يقل عن 68 دولة، ومن المرجح أن يؤثر ذلك على ما يقرب من 80 مليون طفل دون سن عام واحد يعيشون في هذه البلدان”.
وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف هنريتا فور “لا يمكننا أن نجعل كفاحنا ضد مرض واحد يأتي على حساب التقدم طويل المدى في كفاحنا ضد أمراض أخرى”.