مقالات الرأي

نعم الفتى برهان

 

واليوم أكتب عن واحد من أنبل الأهلة الذين صادفتهم في حياتي أكتب بكل فخر عن الأخ عبد العظيم برهان ذلك الشاب المختلف عن كل شباب الهلال الذين اعرفهم مختلف في طبعه واخلاقة ونبله ورقة حاشيته وعشقه النظيف للهلال.

لقد سمعت عنه كثيراً من أصدقاء اعزاء وقرأت شهادة الأخ عبد المهيمن الأمين مدير الكرة بنادينا فيه والحق أنني وجدته يستحق كل ما قيل وكتب عنه وارى أن من قدم شهادته فيه لم ينصفه.

أول ما وطأت قدماي أرض الرياض زارني الأخ الزميل ياسر فضل المولى؛ وكان بصحبته برهان شاب في منتهى الأدب والإحترام والرزانة لا يتحدث كثيراً ولا ينطق إلا بالمفيد أذكر جيداً حديثي مع ياسر في الشأن الهلالي وخلافات روابط الهلال في المهجر وتحديداً رابطة الهلال بالرياض ومع أن برهان يعرف من الخبايا والأسرار ما يفوق معرفتي ومعرفة ياسر باعتباره كان عضواً في آخر لجنة تسيير لم ينطق بكلمة وظل صامتاً يستمع إلى أن وجهنا له الأسئلة في هذا الشأن فكانت إجابته هادئة ورزينة لم يتعرض لأحد بسوء القول حتى الذين وقفوا ضد اللجنة التي كان واحدٱ من أفرادها كان دوماً يركز في حديثه على أن الهلال نادٍ كبير والطبيعي أن يكون هنالك تباين وعدم إتفاق فكأنه يبحث عن أعذار حتى لأولئك الذين لم يتركوا لأحد فرصة إيجاد عذر لهم وتلك روح الزعماء والرموز الكبار التي لطالما غابت عن مجتمعنا في السنوات الأخيرة.

ظللت بعدها على تواصل مع برهان وتأكدت من صدق كل كلمة قالها عنه الأخ ياسر فهو هلالي كامل الدسم يتميز بصفة غير موجودة الآن في مجتمع الهلال وهي العمل بصمت وإنجاز المهام الصعبة حتى تلك التي يتهرب منها المقتدرون مالياً مع أنه موظف عادي ينتظر نهاية الشهر ليتقاضى اجره يفعل كل ذلك بمنتهى الاخلاص والحب والرضاء بعيداً عن الإمتنان والشوفونية ولعل هذا ما لفت إنتباه مدير الكرة بنادي الهلال خلال زيارة الفريق الأخيرة للرياض فعلى غير العادة أشاد مهيمن بالفتى معدداً صفاته الجميلة وما قدمه للفريق؛ بل طالب الزملاء بضرورة الحديث عنه وتقديمه للاهلة باعتباره نموذجاً مشرفاً يحتاج الهلال لأمثاله.

ومعروف أن مجتمع الهلال بالرياض يعاني التشرذم والانقسامات منذ سنين طويلة ووسط هذا التباين الكبير إختط برهان لنفسه نهجاً مختلفاً جعله مكان إحترام وتقدير الجميع وقد ظل على الدوام يطالب بضرورة وحدة الصف والإبتعاد عن الخلافات والعمل على مافيه مصلحة الكيان ولا أخال أن في مجتمع الهلال شخصٱ يشابه أبا هيثم الذي مهما تحدثت عنه لن أفه القليل من حقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى