أخبار السياسة المحلية

مظاهرات تطالب بفرض حظر طيران في السودان ومحاسبة قادة الجيش

بورتسودان – صقر الجديان

شهدت مدينتا جنيف السويسرية وبروكسل البلجيكية مظاهرات حاشدة يوم أمس السبت، حيث تجمع الآلاف أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، للمطالبة بتدخل دولي عاجل في الأزمة السودانية. جاءت هذه المظاهرات لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تشهدها البلاد بسبب النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

دعوات لفرض حظر طيران وحماية المدنيين

أحد المطالب الأساسية للمحتجين كان فرض حظر طيران على السودان، بهدف حماية المدنيين من القصف الجوي الذي يستهدف المناطق السكنية. وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من استهداف الطيران العسكري للمدنيين، مما تسبب في مقتل وإصابة المئات وتشريد الآلاف.

رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “أوقفوا القصف” و”حظر الطيران الآن”، مؤكدين أن حماية المدنيين من الهجمات العشوائية باتت ضرورة إنسانية ملحّة. ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، مشددين على أن فرض حظر الطيران قد يكون الخطوة الأولى نحو وقف المأساة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

مطالبات بمحاسبة القادة العسكريين واستعادة الشرعية

إلى جانب مطلب حظر الطيران، دعا المتظاهرون إلى محاسبة القادة العسكريين المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وناشدوا الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إصدار قرارات واضحة تدين الانتهاكات، والعمل على تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

ركز المحتجون على أهمية دعم الحكومة المدنية التي أُطيح بها منذ اندلاع النزاع. كما دعوا إلى ممارسة ضغوط دولية فعالة على الأطراف المتصارعة لإعادة العملية السياسية التي تُحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية.

أزمة إنسانية خانقة وتدهور مستمر

يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع انهيار الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، ونقص حاد في الغذاء والمياه. وتشير التقارير الأممية إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من خمسة ملايين سوداني، بينهم نساء وأطفال يعانون من ظروف قاسية.

ويحذر خبراء حقوق الإنسان من أن استمرار الصراع يهدد بدخول السودان في مرحلة كارثية يصعب معها إنقاذ البلاد. ورغم التحذيرات المتكررة، لا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب، ما يفاقم معاناة السودانيين.

آمال بتحرك دولي لإنهاء الأزمة

تعكس هذه المظاهرات حالة الغضب الشعبي داخل السودان وخارجه، حيث يرى المتظاهرون في الضغط الدولي فرصة لوقف العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية. ويأمل السودانيون أن تسفر هذه التحركات عن قرارات ملموسة تدفع نحو حظر الطيران، محاسبة المسؤولين، ودعم جهود الحل السلمي.

في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتحرك المؤسسات الدولية لإنقاذ السودان من هذه الكارثة، أم أن صرخات الشعب السوداني ستظل مجرد نداءات في الفراغ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى