علوم

براكين القارة القطبية الجنوبية يمكن أن تستيقظ وتجعل الأرض “غير صالحة للسكن”

 

حذر العلماء من أن براكين أنتاركتيكا قد تجعل كوكب الأرض “غير صالح للعيش” إذا استيقظت من سباتها.

وتمثل القارة الجليدية موطنا لنحو 5000 عالم من جميع أنحاء العالم ممن يدرسون المنطقة البكر لمعرفة المزيد عن تاريخ الأرض وآثار تغير المناخ.

لكن العلماء أصيبوا بصدمة عندما اكتشفوا أكثر من 100 بركان خامد تحت الغطاء الجليدي للقارة، ما يجعلها أكبر منطقة بركانية على الأرض.

وكان هذا الاكتشاف مهما بشكل خاص لأن نشاط هذه البراكين يمكن أن يكون له آثار حاسمة على بقية الكوكب، حيث أنه إذا ثار أحدها، فقد يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار بعض الصفائح الجليدية في المنطقة، والتي تأثرت بالفعل بالاحترار العالمي.

وقدمت قناة “يوتيوب” بعنوان What If المشكلة الأكثر إثارة للقلق خلال الفيلم الوثائقي عن المنطقة.

وقال الراوي: “هذه الأرض الجليدية الهائلة تجلس على قمة سلسلة من التلال البركانية .. هل يمكن أن تصل حممهما الحارقة إلى سطح الأرض، أم أن الجليد الكثيف في القطب الجنوبي يوقف الحمم البركانية قبل أن تجعل الكوكب غير صالح للسكن؟”.

وأضاف: “القارة القطبية الجنوبية هي أبرد قارة على وجه الأرض وهي غامضة تماما، ولم نكن نعلم بوجود براكين نشطة مدفونة تحتها حتى عام 2013 ، عندما اكتشف العلماء بالصدفة مجموعتين من الزلازل الصغيرة. قمنا الآن بمسح القارة القطبية الجنوبية باستخدام رادار لاختراق الجليد، ونعلم أن هناك العديد من البراكين المختبئة تحت الجليد، وهي 138 على وجه الدقة”.

واستمرت السلسلة في شرح كيف أن الظروف الطبيعية للانفجارات البركانية لا تنطبق على الصحراء القطبية المتجمدة. ويشرح الوثائقي: “عادة ما تكون هناك إشارات تحذير قبل ثوران البركان، مثل موجات الزلازل، ما يشير إلى أن الصخور المنصهرة تتحرك تحت السطح. ثم تنضم الحمم البركانية والرماد إلى الحفل مصحوبة بغازات ساخنة، وفي المتوسط ​​تتحرك الحمم البركانية بسرعة نحو 6 أميال في الساعة”.

وواصل: “عندما يحدث ثوران بركاني كبير، يمكن للبركان إطلاق غازات ورماد شديد الحرارة، ما يؤدي إلى تكوين سحابة حمم بركانية تصل إلى 700 درجة مئوية وتتحرك بسرعة 50 ميلا في الساعة. والبراكين في أنتارك تيكا ذاتقصة مختلفة. حيث يتم دفنها تحت طبقات من الجليد يزيد سمكها عن أربعة كيلومترات (2.5 ميل). ولن نتعامل مع الغازات البركانية التي تشق طريقها إلى السطح، على الأقل حتى وقت الثوران الأول”.

لكن مثل هذا الحدث قد يكون له عواقب وخيمة على بقية العالم. وأضاف الوثائقي: “ستذيب الحرارة الكهوف في الجليد، ما يخلق كميات كبيرة من المياه الذائبة وهذا عندما تصبح الأمور سيئة. وستؤدي هذه المياه الذائبة إلى تحريك الجليد فوقها بسرعة أكبر، والبدء في التوجه إلى المحيط. ومن هناك، يبدأ تأثير الدومينو، وتجد الصهارة مخرجا من خلال ثوران بركاني”.

وأشار الوثائقي إلى أنه: “في القارة القطبية الجنوبية، يمكن أن تؤدي الانفجارات البركانية المتعددة إلى إيقاظ أكثر من 100 بركان آخر، وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وعندما تنفجر، سيتم إنشاء المزيد من المياه الذائبة، ما يتسبب في انزلاق الجليد في القطب الجنوبي إلى المحيط”.

وكشف الفيلم الوثائقي كيف سيشعر البشر بالقوة الكاملة حول العالم. واستمر في التوضيح قائلا: “الجليد في أنتاركتيكا سيكون محاطا بتيارات المحيط الأكثر دفئا، ومن ناحية، سنلقي نظرة جديدة على صخور القطب الجنوبي، ولكن من ناحية أخرى، لن يختفي الجليد، بل سيذوب. وسيرفع مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 60 مترا، ما يساهم في تحرك العواصف الكبرى بشكل أبطأ وسقوط المزيد من الأمطار”.

وحذر الراوي من أن “العواصف والأعاصير ستعيث فسادا على سطح الأرض. وستفقد الحياة البرية موائلها وتصاب التربة الزراعية بالتلوث. والفيضانات واسعة النطاق ستدفع الملايين من الناس بعيدا عن الساحل، ويمكن أن نشهد الآلاف من الوفيات والعواصف التي تقضي على المدن والمحيطات العائمة في الداخل”.

وقال الدكتور روبرت بينغهام من جامعة إدنبرة في فبراير الماضي: “من الرائع اكتشاف مجموعة واسعة من البراكين في هذه القارة غير المستكشفة نسبيا. ويمكن لفهم أفضل للنشاط البركاني أن نلقي الضوء على تأثيرها على جليد القارة القطبية الجنوبية في الماضي والحاضر والمستقبل، وعلى أنظمة الصدع الأخرى حول العالم”.

وأوضح: “إذا تم تقليل الصفائح الجليدية بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى تحرير الضغط على البراكين التي تقع أدناه وتؤدي إلى ثورات بركانية يمكن أن تزيد من زعزعة استقرار الصفائح الجليدية وتعزز ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يؤثر بالفعل على محيطاتنا”.

ولكن في الوقت الحالي، هذه البراكين نائمة، ما يعني أنها لم تشهد ثورانا خلال العشرة آلاف عام الماضية، لكنها قد تفعل ذلك في المستقبل.

وفي الوقت الحالي، لا يوجد سوى بركانين نشطين في أنتاركتيكا، وهما جبل إريبوس وجزيرة ديسبشن (الخداع). ويواصل العلماء دراسة المنطقة لمعرفة المزيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى