شركة تركية تهدد بقطع الكهرباء عن مدن رئيسية بغرب السودان
الفاشر – صقر الجديان
حددت شركة تركية مسؤولة عن إمداد مدن رئيسة غربي السودان، نهاية الشهر الجاري لقطع الإمداد الكهربائي عن مدن نيالا، والفاشر، والجنينة، والضعين بسبب مستحقات مالية لم تدفعها حكومات ولايات دارفور.
وأعلنت الشركة التركية عن البدء فى تخفيض الوحدات العاملة بتلك المدن اعتبارا من اليوم الأحد على ان تتوقف عن العمل بصورة نهائية فى الحادى والثلاثين من هذا الشهر، الامر الذي دفع بعض ولاة دارفور إلى مخاطبة وزارة ديوان الحكم الاتحادي بضرورة التدخل العاجل لمعالجة القضية.
ولا ترتبط مدن ولايات دارفور وجنوب كردفان بالشبكة القومية للكهرباء، وتعتمد هذه المدن منذ سنوات على محطات توليد حرارية تديرها شركة تركية ضمن صفقات عقدها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وقبل أسابيع توقفت باخرة تركية بالبحر الاحمر كانت تزود السودان بالكهرباء منذ عامين، بمقدار 150 ميجاواط، مقابل 3 ملايين دولار في الشهر تدفعها الحكومة السودانية. بالمقابل تشهد البلاد نقصاً في التوليد الحراري للكهرباء الأمر الذي اضطر الحكومة برمجة قطوعات في كل المدن السودانية على مدار اليوم.
وكانت وزارة المالية الاتحادية التزمت في وقت سابق بسداد متأخرات الشركة المولدة للكهرباء الا أنها لم تفي بذلك مما جعل الشركة أن تخاطب حكومات الولايات العاملة بها مع التهديد بتوقف الامداد الكهربائي .
وطبقا لخطاب صادر أواخر فبراير الماضي من الشركة التركية المشغلة للكهرباء بعدد من الولايات بشأن مطالبها بدفع المديونيات لمشروع دارفور وكردفان، اشارت الشركة الى أن جملة المتأخرات بلغت (١٢،٤٦٤،٩١٢) جنيه للفترة من شهر يونيو ٢٠١٩م إلى فبراير ٢٠٢٠م، وأشارت إلى انها ظلت تطلب دفع مستحقات مشروع الكهرباء بدارفور وبعض المناطق فى كردفان، وقد اوضحت من خلال مطالبها المشاكل التى تواجهها فى اماكن التشغيل لإسعاف الدفع العاجل وخطة إعادة التشغيل واضافت إن المتاخرات وعدم سدادها تسبب فى مشكلات عديدة وصعوبات تواجه الشركة من بينها تأخير دفع المرتبات، مشاكل التشغيل، الإمداد، قطع الغيار، الترحيل ومصروفات العيش.
وأضافت الشركة في خطابها ، بأن عدم سداد المديونية سيسبب خطرا كبيرا فى عملية إنتاج الطاقة فى كل من ” نيالا، الفاشر، الضعين، الجنينة فى دارفور بجانب النهود وكادقلى فى كردفان” أماكن انتاج الطاقة واستنجدت الشركة بالقائمين على الأمر بإستعجال عملية السداد لتجنب المشاكل التى ستلحق بعملية التشغيل.
وأعلنت الشركة بأنها ستلجأ لتقليل أتيام التشغيل اعتبارا من اليوم الأحد وذلك من خلال تقليل التشغيل فى نيالا من ستة وحدات الى وحدتين فقط والفاشر من ثمانية عشر وحدة إلى ستة وحدات وأضافت ” فى حال استمرار عدم الدفع حتى نهاية الشهر الجاري فإنها ستتوقف عن تشغيل الكهرباء.
وقال مهندس الكهرباء بمدينة الفاشر، علي احمد ، “التوليد الخاص الذي لجأت إليه الحكومة في العهد البائد ومكنت عناصرها من السيطرة على مفاصل الكهرباء وجلب شركة تركية بالتعاون مع نافذين في الحكومة السابقة مستفيدين من عمليات لي ذراع الحكومة حال لم تسدد لهذه الشركة مستحقاتها وبالتالي اخذ نصيبهم من الصفقة”.
وقبل يومين نفذ العاملون بإدارة توزيع الكهرباء بالفاشر وقفة احتجاجية أمام مكاتب المبيعات وأعلنوا الإضراب الجزئي عن العمل كما لوحوا بالإضراب الشامل في الأيام المقبلة إذا لم يتم تنفيذ مطالبهم بإزالة التمكين داخل إدارة التوزيع ومحاسبة الفاسدين فيها.
وفي أواخر فبراير الماضي احتج العاملين بإدارة توزيع كهرباء الفاشر ونفذوا وقفة احتجاجية أمام إدارة التوزيع وأمانة حكومة ولاية شمال دارفور مطالبين عبر مذكرة تم رفعها بإقالة مدير التوزيع وإزالة التمكين داخل الإدارة بالفاشر .