نزوح الآلاف من غرب أم درمان وسقوط أكثر من مائة قتيل إثر معارك عنيفة
كشف ناشطون، الخميس، عن فرار نحو 10 آلاف شخص من محلية أمبدة مؤخرًا بسبب الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بغرب أم درمان، كما تحدثوا عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص علاوة على اعتقال العشرات.
وعلمت “شبكة صقر الجديان” أن قوات الدعم السريع أخلت مواقعها في عدد من أحياء منطقة دار السلام وانسحبت غربًا باتجاه ولاية شمال كردفان.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، استأنف الجيش عملياته العسكرية الرامية إلى السيطرة على آخر معاقل الدعم السريع بمنطقة أمبدة غرب أم درمان والصالحة جنوبها، بعد أن سيطر مؤخرًا على كامل محليات الخرطوم وبحري وشرق النيل.
وفي الثامن من أبريل الجاري، سيطر الجيش على مواقع استراتيجية تقع أقصى غرب محلية أمبدة، من بينها معسكر النسور التابع لشرطة الاحتياطي المركزي، فضلًا عن معسكر الكونان، وهي قواعد عسكرية كانت تستغلها قوات الدعم السريع.
وقال بيان أصدرته غرفة طوارئ أمبدة – قطاع الأمير، وصلت نسخته إلى “صقر الجديان”، إن “منطقة الأمير بوسط أمبدة استقبلت نحو 10 آلاف نازح فروا بسبب المعارك الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في غرب محلية أمبدة”.
وأشار إلى أن النازحين استقروا في الحارات “10، 1، 2، 4، 5، 18” لتوفر الأمن النسبي هناك، وهي مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة.
وأوضح البيان أن التدفق الكبير للنازحين نحو الحارات الشمالية فاق قدرة غرف الطوارئ والمراكز العاملة في المنطقة، وطالب بفتح ممرات آمنة وتوفير المساعدات الغذائية في المناطق التي تستقبل الفارين من خطوط النار.
من جهة أخرى قال عضو في غرفة طوارئ دار السلام بمحلية امبدة لسودان تربيون إن منطقة دار السلام تشهد قصفًا متكررًا على الأسواق، طال آخره سوق مربع 20، وراح ضحيته أكثر من 100 قتيل خلال الفترة من 1 – 10 أبريل الجاري.
وأضاف أن استمرار الاشتباكات أدى إلى وقوع 37 إصابة خطيرة أمس الأربعاء، يتلقون العلاج في مستشفى الراجحي، في ظل نفاد الأدوية والمواد الإسعافية، مع عدم توفر أسرّة لاستقبال الحالات.
وأوضح أن بعض المصابين اضطروا إلى الخروج من المستشفى إلى منازلهم دون تلقي العلاج، وأكد أن الغرفة رصدت اعتقال 243 شخصًا في قطاع دار السلام منذ الأول من أبريل حتى اليوم.
وقال إن مناطق دار السلام شهدت حالات نزوح لأعداد كبيرة من مناطق الاشتباكات المختلفة، ووصلوا في حالة سيئة للغاية، وبدت عليهم آثار الجوع والعطش، واضطروا لطرق أبواب المواطنين للحصول على الطعام والماء.
وذكر عضو غرفة الطوارئ أن مواطني المنطقة يعانون من الحصار الاقتصادي بسبب إغلاق شارع سوق صابرين وسوق الحر وليبيا، فضلًا عن توقف المستشفيات عن العمل في دار السلام والمناطق المجاورة لها.
وناشد عضو الغرفة قوات الدعم السريع والجيش السوداني بفتح مسارات آمنة لخروج المواطنين من مناطق الاشتباكات إلى مناطق أخرى حفاظًا على أرواحهم، والسماح للمواطنين بالتسوق من بئر حماد وسوق الحر دون استهدافهم أو إذلالهم.
ودعا المنظمات الإنسانية العاملة والخيرين من المواطنين في غرف الطوارئ إلى توفير المعينات والدعم اللازم للخروج من هذه المحنة.
انسحاب الدعم السريع
وفي الأثناء، قالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع بدأت منذ مساء أمس الأربعاء وصباح اليوم الخميس في الانسحاب من بعض حارات أمبدة والفرار غربًا نحو ولاية شمال كردفان.
وكشفت المصادر عن إخلاء القوات مواقعها من مربعات دار السلام “2، 3، 4″، علاوة على الحارة 37 والعامرية، فضلًا عن مربعات 22، 21، وقندهار، حيث شوهد عدد كبير من السيارات العسكرية والمدنية، بعضها تحمل أسرًا تتجه غربًا نحو طريق “أم درمان – بارا”.
ويخطط الجيش للوصول إلى الطريق القومي “أم درمان – بارا” وفرض حصار على ما تبقى من قوات الدعم السريع المتواجدة في حارات دار السلام غرب أمبدة، والصالحة في الجنوب.
وكانت الدعم السريع استخدمت الطريق في نقل العتاد العسكري والمقاتلين من إقليمي دارفور وكردفان نحو مواقع العمليات الحربية في العاصمة الخرطوم، كما استُغل في نقل منهوبات المواطنين غربًا.