تزايد الرحلات الجوية إلى بورتسودان: بوابة جوية تحت الطلب في ظل الأزمة السودانية
بورتسودان – صقر الجديان
في تطور لافت على الساحة السودانية، سجّل مطار بورتسودان الدولي حركة نشطة لعدد من الرحلات الجوية خلال الساعات الماضية، شملت طائرات شحن وطائرات مدنية قادمة من إسطنبول وجدة، ما يعكس تحول المدينة الساحلية إلى نقطة مركزية في خريطة الملاحة الجوية وسط الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة التي يعيشها السودان.
وغادرت طائرة الشحن التابعة لشركة “إير ماستر” من طراز B737-8F2 والمسجلة SU-SAW #010260، مطار إسطنبول متجهة إلى بورتسودان برمز الرحلة RMX8005. كما أقلعت طائرة شحن أخرى تابعة لشركة “روبي ستار” من طراز Il-76TD، رقم EW-383TH #510081، من إسطنبول كذلك، برمز الرحلة RSB7621، في طريقها إلى المدينة السودانية.
وكان مطار بورتسودان قد استقبل أيضًا طائرة شحن من نوع B737-8F2(BCF)، مسجلة SU-SFY #010261، بعد أن أقلعت من إسطنبول تحت اسم الرحلة RMX8002. وفي الاتجاه المدني، هبطت الرحلة MR7703 قادمة من جدة، ما يشير إلى استمرار ربط بورتسودان بالموانئ الجوية الإقليمية.
بورتسودان تتحول إلى “مطار بديل” في ظل شلل الخرطوم
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، لم يعد مطار الخرطوم الدولي قادرًا على استقبال الرحلات بسبب المعارك والدمار الواسع الذي لحق ببنيته التحتية. وبمرور الوقت، بدأت بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية، تأخذ زمام المبادرة كمركز بديل للطيران المدني والعسكري.
وفي ظل الحصار المفروض على العاصمة والانقطاع الكامل تقريبًا لشبكات الملاحة والاتصالات في أغلب المناطق، أصبحت بورتسودان المنفذ الجوي الوحيد المتاح نسبيًا للرحلات الإنسانية والإغاثية، إلى جانب رحلات الشحن التجارية واللوجستية. وقد ساهم استقرار نسبي في المدينة وقربها من الموانئ البحرية في تعزيز موقعها اللوجستي.
شحنات غامضة وتحركات جوية تحت المجهر
اللافت في رحلات اليوم هو التركيز على الطائرات من طراز الشحن الجوي، مثل B737-8F2 وIl-76TD، وكلاهما مصمم لنقل كميات كبيرة من البضائع والمعدات، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الحمولة ومقاصدها النهائية، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية والحديث المتزايد عن عمليات دعم لوجستي غير معلنة.
طائرات الشحن التي تنطلق من إسطنبول، وتحديدًا من شركات مثل “روبي ستار”، التي تعمل في مناطق نزاع عدة، ارتبطت سابقًا بعمليات لوجستية معقدة، وهو ما دفع بعض المحللين لربط هذه التحركات بدعم تقني أو عسكري محتمل لأحد أطراف النزاع في السودان.
ورغم غياب تأكيد رسمي بشأن محتوى الشحنات، إلا أن التحليل السياسي يشير إلى أن بورتسودان قد تشهد تكثيفًا للدعم الخارجي للحكومة السودانية، خاصة بعد التقدم الذي أحرزته قوات الدعم السريع في مناطق استراتيجية غرب ووسط البلاد. وقد تسعى الحكومة إلى تعزيز مواقعها عبر جسر جوي عاجل يمدّها بما تحتاج إليه لوجستيًا، سواء في المجال الأمني أو الطبي أو الغذائي.
في ظل استمرار الصراع، من المرجّح أن تتزايد الرحلات إلى بورتسودان، لتكون مؤشرًا مهمًا على ديناميات الحرب والتحالفات الإقليمية والدولية التي تتحرك بصمت في سماء السودان.