تقرير : الصبر يقود رئيس المريخ لعبور الأزمات
الخرطوم – صقر الجديان
هدأت الأحوال داخل المريخ السوداني، بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بشأن الأزمة الإدارية في النادي.
هدوء الأحوال بتلك الطريقة، لفت النظر إلى شخصية آدم عبد الله آدم مكي “سوداكال”، رئيس مجلس إدارة المريخ، الذي أثار الدهشة في تعامله مع الملف الإداري المضطرب.
ملفات قضائية
الصبر على الأزمات التي حدثت له، كانت السمة البارزة في شخصية آدم سوداكال، وبدأت أولى أزماته بانتخابه غيابيا، حين قدم أوراق ترشحه لمقعد الرئيس، وكان آدم متحفظ عليه بسبب ملفات قضائية شائكة.
صبر سوداكال على أزمة إدارة المريخ بدونه أكثر من سنتين، وتمثلت الأزمة في 8 طعون في أهليته أولا، وتبعتها الأزمة الثانية وهي المشاكل القضائية، والتي رفضها تيار آخر من المريخ، حيث أنهم يرون أن رئيس بتلك المشاكل لا يشرف النادي.
وخرج سوداكال من الأزمتين منتصرا، حيث رفضت محكمة الطعون الإدارية بمدينة بحري، قرار لجنة الاستئنافات الولائية التابعة لمفوضية الرياضة بولاية الخرطوم، حول أهلية سوداكال، ليعبر بذلك أصعب عقبة وقفت أمام رئاسته.
قرار وزارة الشباب والرياضة
ولكن قبل أن يستفيق سوداكال من قرار محكمة الطعون الإدارية المؤيد له، قررت وزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، حل مجلسه وتعيين مجلس إدارة جديد برئاسة محمد الشيخ مدني، بحجة فقدان مجلس سوداكال للشرعية.
صمد سوداكال ومجلسه، في وجه عاصفة المجلس الجديد، ثم جاء الفرج من الاتحاد السوداني الذي تدخل ورفض قرار الوزارة بتعيين مجلس جديد بدلا المجلس المنتخب، وكون الاتحاد لجنة تحقق من شرعية مجلس المريخ، فأثبتت شرعية المجلس، فوجد الحماية من الاتحاد.
ظهور أول.. واستقالات
بعد سنتين و4 أشهر من انتخابه، نجح سوداكال في تسوية ملفاته القضائية مع السلطات وأطلق سراحه، فظهر في الأسبوع الأول من فبراير/شباط 2020 بنادي المريخ لأول مرة منذ انتخابه، لكنه واجه عدة أزمات تمثلت في استقالات عديدة من أعضاء مجلس الإدارة لإفقاده الشرعية.
النظام الأساسي
دخل مجلس آدم سوداكال في أزمة النظام الأساسي بعقده لجمعية عمومية “كنادي مستقل إداريا عن الاتحاد السوداني”، في أكتوبر/تشرين أول 2019، وهي الجمعية التي أشرف عليها المدير التنفيذي للنادي مدثر خيري.
اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني تحفظت على الجمعية العمومية للمريخ، ونجحت في إدخالها اجتماع مجلس الاتحاد، الذي خرج بقرار عقد جمعية عمومية أخرى لتأكيد النظام الأساسي في شباط /فبراير الماضي، “في توقيت خروج سوداكال من التحفظ القضائي”، لكن ظهور كورونا عطل إقامة الجمعية.
ثم فرض الجانب المعارض بالاتحاد السوداني مرة أخرى، عقد جمعية تأكيد النظام الأساسي، في أكتوبر/تشرين أول الماضي، فدخل آدم سوداكال في عدة أزمات وعقبات.
العزل
وبلغت قمة الأزمات في سبتمبر/أيلول الماضي بعزله كرئيس، لكنه صبر ولم ينفعل، فاستعاد السيطرة على زمام مجلس مجلسه بانقلاب، استخدم فيه ذات أعضاء المجلس الذين انقلبوا عليه وعزلوه.
لكن شهر أكتوبر/تشرين أول 2020، شهد الأزمة الأصعب في مواجهة سوداكال، حين اشتدت عليه حملة إعلامية شرسة، وأخرى إدارية عنيفة من داخل الإتحاد السوداني، تطالب برحيله وتكوين لجنة تطبيع.
عقد مجلس سوداكال جمعية تأكيد النظام الأساسي، في 3 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وصادفت نهاية فترة العمل الرسمية لمجلس سوداكال، وهنا طالب تيار عريض في مجلس إدارة الاتحاد بذهاب آدم سوداكال.
منشور الاتحاد السوداني.. وقرار الفيفا
منشور أبريل/نيسان الذي أصدره الاتحاد السوداني، أنقذ سوداكال من ترك المريخ، فالمنشور تحدث عن استمرار مجلس إدارة أي نادي بالدوري الممتاز أو الاتحادات المحلية في عمله، نتيجة للحظر الصحي بفيروس كورونا، تفاديا لحدوث الفراغ الإداري.
لكن التيار المعارض بالاتحاد السوداني لاستمرار سوداكال بالمريخ، صعد الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي صدر قراره الأسبوع الماضي، والذي جاء أيضا في مصلحة استمرار سوداكال.
قرار الفيفا اقترح، بعد تحليل الملف الإداري للمريخ، خارطة طريق واضحة المعالم تنتهي بانتخاب مجلس إدارة جديد للنادي في أبريل/نيسان 2021 على الأكثر، ومنح مجلس سوداكال سلطة تنفيذ خارطة الطريق، معترفا ضمنيا بشرعيته المستمدة من منشور أبريل/نيسان.
قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم يعني في النهاية انتصار آدم سوداكال، ودخوله تاريخ الرؤوساء المنتخبين بالنادي السوداني الكبير، وتمتعه بمكانة أدبية مدى الحياة.